ولدت المناضلة دعرة في العام 1928م بمنطقة شعب الديوان بمديرية ردفان / لحج وسميت مريم وهي تنتمي لاسرة معدمة ولها من الاخوة شقيقان وشقيقتان وكانت هي بكر والديها، وبوفاة والدها في عام 57م كان على دعرة ان تتحمل مسؤولية رعاية والدتها واخوانها ما جعلها تخرج للحياة الصعبة القاسية فعملت في الارض وتجارة الفحم على امل ان يساعدها كل هذا في توفير ادنى مستويات المعيشة لاسرتها.
وفي ظل هذه النشأة الصعبة والواقع المفعم بالمرارة تكونت شخصية هذه المرأة كامرأة فولاذية صهرتها الحياة وصنعت منها المعيشة القاسية ثائرة متمردة ضد واقعها وظروفها.. وضد العدو الجاثم على صدر وطنها..
لذلك كله كانت دُعرة تنمو ومعها ينمو شعور ورغبة كبيران بضرورة المقاومة والرفض لهذا الواقع المُر المفروض عليها وعلى شعبها ووطنها..
ومن هنا جاء قرارها الصعب الذي لم يكن أمامها بد من اختياره ففعلت كما وصفتها إحدى الصحف المصرية في ستينات القرن الماضي- بأنها
«ضربت بتقاليد بلدها عرض الحائط تخلصت من الحجاب الذي كان يخفي وجهها.. حلقت شعرها «زيرو»
وارتدت ملابس الرجال ووضعت في وسطها الخنجر وعلقت على كتفها البندقية
بداية مع السلاح
كانت بداية العلاقة الحميمية بين دعرة وسلاحها في العام 1940م حينما شاركت في انتفاضة الحمراء خفية عن ابيها الذي ما ان اكتشف شجاعتها ومهارتها في استخدام السلاح وحجتها القوية بضرورة الثورة والمقاومة حتى كان اول الواقفين الى جوارها والمساندين لها اذ اشترى لها سلاحاً من نوع (فرنساوي).. ثم جاءت مشاركتها المشرفة في انتفاضة عام 56م التي اسقطت فيها طائرة هيلوكبتر تابعة للقوات البريطانية في الحبيلين وهي الانتفاضة التي اعتقلت على اثرها دعرة وتمكنت من الهروب من المعتقل فيما بعد بفترة قصيرة.
لتتوالى بعد ذلك مشاركاتها الفاعلة في عدد من المواجهات التي شهدتها جبال وشعاب ردفان في فترة ما قبل تفجير الثورة السبتمبرية الأم.
بتفجير ثورة 26سبتمبر كانت دعرة ضمن مجموعة من أبناء ردفان من أوائل الملبين لنداء الدفاع عن الثورة قاطعة بذلك المسافات الطويلة سيراً على الاقدام من ردفان وحتى جبال المحابشة بحجة وفي جبهات المحابشة شاركت دعرة في عدد من المعارك ضد الملكيين وابرزها معركة بلاد بني هجر كما شاركت في الدفاع عن صنعاء اثناء حصار السبعين حتى انتصار الثورة لتعود بعدها دعرة اكثر حماساً ورغبة في تحرير الجزء الجنوبي من وطنها العزيز على قلبها كثيراً كما كانت تردد دائماً.
ومن اللحظات الاولى لتفجير ثورة 14 اكتوبر كان حضور المناضلة دعرة متميزاً في مقارعة المستعمر خاصة في المعركة الاولى في يوم 14 اكتوبر والتي استشهد فيها شهيد الثورة الأول المناضل الشيخ راجح بن غالب لبوزة، كما شاركت في معارك اخرى في وادي بنا وحردبه والربوة والحبيلين والملاح وبله وفي المعركة الاخيرة اصيبت دعرة لكنها لم تتراجع او تخر عزيمتها بل واصلت القتال.
وقبل أن تخرج من باب بيتها في ردفان سألتها أمها إلى أين..؟
فأجابت وهي تصوب طلقة من الفضاء.. سأنضم إلى الثوار.. سأحارب الانجليز.
ولم تكتف بهذا بل أنها كانت دائماً ما تردد بأن بالها لن يهدأ حتى ترى كل وطنها العربي متحرراً من رجس المستعمر الأجنبي.
ويحفظ المواطنون في ردفان باعتزاز دور ومشاركات المناضلة الراحلة (دُعره سعيد الأعضب) في عدد كبير من المعارك والاشتباكات بدءاً من انتفاضات القبائل في العامين 65، 75م ومعارك صرواح دفاعاً عن الثورة السبتمبرية الأم والتي أبلت فها بلاءً حسناً واظهرت من الشجاعة والبسالة ما أبهر الرجال وكذا مشاركتها في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في جبال المحابشة بحجة إلى جانب اخيها القائد الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة..
وكانت بالنسبة للمستعمر مصدر قلق وعدم استقرار وهو ما دفع قيادة الشرق الأوسط البريطانية إلى رصد مبلغ مائة ألف شلن لمن يقبض على دُعره ويسلمها للانجليز..
ولكن ما هي صور البطولة التي أبدتها المناضلة دُعره في معركة التحرير..؟
وماذا تمثل تلك الصورة من حقيقة ومغزى..؟!
في إحدى الليالي خرجت دُعرة مع مجموعة من الفدائيين ليقوموا بهجوم مفاجئ على مقر القيادة البريطانية (الثمير) ودامت المعركة أكثر من ساعتين قتل خلالها الكثير من الجنود البريطانيين واشتعلت النيران في مخازن الذخيرة وأحرقت مصفحتين وأثناء تأهب الفدائيين للانسحاب أصيبت في ساقها واستمرت في الانسحاب ولكن أصيبت مرة أخرى في ساقها فسقطت البطلة على الأرض ولم تقو على الحركة ثم واصلت وهي جريحة راقدة خلف صخرة إطلاق النار على الانجليز لتحمي انسحاب الفدائيين ولما نفذ رصاصها حطمت بندقيتها فوق الصخرة حتى لا يأخذها الانجليز سليمة وأسرت المناضلة و نقلت إلى سجن عدن
وبعدها أذاع راديو لندن وعدن أكثر من مرة نبأ القبض على الإرهابية دُعره ولصقت منشورات داخل المعسكرات تزف هذا النبأ إلى الجنود والضباط الإنجليز واستجوبها الانجليز وحاول ضباط المخابرات البريطانية معرفة الطريقة الذي يتسلح بها جيش التحرير ومستوى التدريب على حرب العصابات الذي حصلوا عليها والجبهة التي تقوم بمساعدة المناضلين ولكن البطلة أصرت على الصمت ومرت أيام وبعدها عثرت السلطات على خمسة حراس السجن مذبوحين وزنزانة البطلة خالية منها وعادت البطلة المناضلة إلى جبهة القتال في ردفان توزع الموت على جنوب الاستعمار وعلى أعوانه..
يتبع...
وفي ظل هذه النشأة الصعبة والواقع المفعم بالمرارة تكونت شخصية هذه المرأة كامرأة فولاذية صهرتها الحياة وصنعت منها المعيشة القاسية ثائرة متمردة ضد واقعها وظروفها.. وضد العدو الجاثم على صدر وطنها..
لذلك كله كانت دُعرة تنمو ومعها ينمو شعور ورغبة كبيران بضرورة المقاومة والرفض لهذا الواقع المُر المفروض عليها وعلى شعبها ووطنها..
ومن هنا جاء قرارها الصعب الذي لم يكن أمامها بد من اختياره ففعلت كما وصفتها إحدى الصحف المصرية في ستينات القرن الماضي- بأنها
«ضربت بتقاليد بلدها عرض الحائط تخلصت من الحجاب الذي كان يخفي وجهها.. حلقت شعرها «زيرو»
وارتدت ملابس الرجال ووضعت في وسطها الخنجر وعلقت على كتفها البندقية
بداية مع السلاح
كانت بداية العلاقة الحميمية بين دعرة وسلاحها في العام 1940م حينما شاركت في انتفاضة الحمراء خفية عن ابيها الذي ما ان اكتشف شجاعتها ومهارتها في استخدام السلاح وحجتها القوية بضرورة الثورة والمقاومة حتى كان اول الواقفين الى جوارها والمساندين لها اذ اشترى لها سلاحاً من نوع (فرنساوي).. ثم جاءت مشاركتها المشرفة في انتفاضة عام 56م التي اسقطت فيها طائرة هيلوكبتر تابعة للقوات البريطانية في الحبيلين وهي الانتفاضة التي اعتقلت على اثرها دعرة وتمكنت من الهروب من المعتقل فيما بعد بفترة قصيرة.
لتتوالى بعد ذلك مشاركاتها الفاعلة في عدد من المواجهات التي شهدتها جبال وشعاب ردفان في فترة ما قبل تفجير الثورة السبتمبرية الأم.
بتفجير ثورة 26سبتمبر كانت دعرة ضمن مجموعة من أبناء ردفان من أوائل الملبين لنداء الدفاع عن الثورة قاطعة بذلك المسافات الطويلة سيراً على الاقدام من ردفان وحتى جبال المحابشة بحجة وفي جبهات المحابشة شاركت دعرة في عدد من المعارك ضد الملكيين وابرزها معركة بلاد بني هجر كما شاركت في الدفاع عن صنعاء اثناء حصار السبعين حتى انتصار الثورة لتعود بعدها دعرة اكثر حماساً ورغبة في تحرير الجزء الجنوبي من وطنها العزيز على قلبها كثيراً كما كانت تردد دائماً.
ومن اللحظات الاولى لتفجير ثورة 14 اكتوبر كان حضور المناضلة دعرة متميزاً في مقارعة المستعمر خاصة في المعركة الاولى في يوم 14 اكتوبر والتي استشهد فيها شهيد الثورة الأول المناضل الشيخ راجح بن غالب لبوزة، كما شاركت في معارك اخرى في وادي بنا وحردبه والربوة والحبيلين والملاح وبله وفي المعركة الاخيرة اصيبت دعرة لكنها لم تتراجع او تخر عزيمتها بل واصلت القتال.
وقبل أن تخرج من باب بيتها في ردفان سألتها أمها إلى أين..؟
فأجابت وهي تصوب طلقة من الفضاء.. سأنضم إلى الثوار.. سأحارب الانجليز.
ولم تكتف بهذا بل أنها كانت دائماً ما تردد بأن بالها لن يهدأ حتى ترى كل وطنها العربي متحرراً من رجس المستعمر الأجنبي.
ويحفظ المواطنون في ردفان باعتزاز دور ومشاركات المناضلة الراحلة (دُعره سعيد الأعضب) في عدد كبير من المعارك والاشتباكات بدءاً من انتفاضات القبائل في العامين 65، 75م ومعارك صرواح دفاعاً عن الثورة السبتمبرية الأم والتي أبلت فها بلاءً حسناً واظهرت من الشجاعة والبسالة ما أبهر الرجال وكذا مشاركتها في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في جبال المحابشة بحجة إلى جانب اخيها القائد الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة..
وكانت بالنسبة للمستعمر مصدر قلق وعدم استقرار وهو ما دفع قيادة الشرق الأوسط البريطانية إلى رصد مبلغ مائة ألف شلن لمن يقبض على دُعره ويسلمها للانجليز..
ولكن ما هي صور البطولة التي أبدتها المناضلة دُعره في معركة التحرير..؟
وماذا تمثل تلك الصورة من حقيقة ومغزى..؟!
في إحدى الليالي خرجت دُعرة مع مجموعة من الفدائيين ليقوموا بهجوم مفاجئ على مقر القيادة البريطانية (الثمير) ودامت المعركة أكثر من ساعتين قتل خلالها الكثير من الجنود البريطانيين واشتعلت النيران في مخازن الذخيرة وأحرقت مصفحتين وأثناء تأهب الفدائيين للانسحاب أصيبت في ساقها واستمرت في الانسحاب ولكن أصيبت مرة أخرى في ساقها فسقطت البطلة على الأرض ولم تقو على الحركة ثم واصلت وهي جريحة راقدة خلف صخرة إطلاق النار على الانجليز لتحمي انسحاب الفدائيين ولما نفذ رصاصها حطمت بندقيتها فوق الصخرة حتى لا يأخذها الانجليز سليمة وأسرت المناضلة و نقلت إلى سجن عدن
وبعدها أذاع راديو لندن وعدن أكثر من مرة نبأ القبض على الإرهابية دُعره ولصقت منشورات داخل المعسكرات تزف هذا النبأ إلى الجنود والضباط الإنجليز واستجوبها الانجليز وحاول ضباط المخابرات البريطانية معرفة الطريقة الذي يتسلح بها جيش التحرير ومستوى التدريب على حرب العصابات الذي حصلوا عليها والجبهة التي تقوم بمساعدة المناضلين ولكن البطلة أصرت على الصمت ومرت أيام وبعدها عثرت السلطات على خمسة حراس السجن مذبوحين وزنزانة البطلة خالية منها وعادت البطلة المناضلة إلى جبهة القتال في ردفان توزع الموت على جنوب الاستعمار وعلى أعوانه..
يتبع...
كندة
11-29-2012, 07:19 AM
دُعرة مع جمال عبدالناصر
عند سفرها إلى القاهرة كان إسم دُعرة قد سبقها كمناضله صلبة لا تلين لها قناة وامرأة فولاذية تتشرف بها أمها، ولذلك فقد حظيت بمقابلة الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر الذي كرمها بمنحها رتبة ملازم أول ضمن عدد من زملائها من جبهة التحرير ممن تلقوا التدريب في مصر حينها..
الوطن يكرم المناضلة دُعرة
في حياتها ظلت المناضلة دُعرة الأعضب موضع تكريم وطنها وقيادتها تقديراً وإجلالاً لأدوارها البطولية المتميزة، حيث منحت وسام الإخلاص ووسام 30 نوفمبر وميدالية حرب التحرير وعدد آخر من الشهادات والميداليات..
وفاتها:::
لقد من الله على دُعره بحياة مثمرة بالعطاء الجزل والمودة اللامحدودة لكل من تعاملت معه.. وهو ما أبكى واحزن الجميع على فقدها يوم أن رحلت إلى جوار بارئها عز وجل في الخامس عشر من أغسطس 2002م لتنهي بذلك حياة إمرأة شغلت الأعداء قبل الأصدقاء في عهد الثورة ومثلت فخراً لوطنها لكن موتها هذا لم يستطع أن يقتطع ذكراها من وعي وضمير أمتها وأهلها وكل الذين أحبوها، وكانت لهم معيناً من الفخر والاعتزاز لا ينضب.
وتمثل المناضلة الراحلة (دُعرة بنت سعيد الأعضب) نموذجاً مشرفاً للمرأة اليمنية الباسلة والتي كانت لها مواقف بطولية مشرفة منذ الانطلاقة الأولى للثورة في جبل البدوي بردفان وحتى رحيل المستعمر عام 67 جاراً وراءه أذيال الخيبة والندم حيث عرفت دُعره كمناضلة شجاعة ومقدامة تمتلك القدرة والجسارة على تنفيذ أخطر العمليات الفدائية وهو ما جعل منها حينها وطنية وقومية تتناقل أخبارها وسائل الأعلام المحلية والعربية..
عند سفرها إلى القاهرة كان إسم دُعرة قد سبقها كمناضله صلبة لا تلين لها قناة وامرأة فولاذية تتشرف بها أمها، ولذلك فقد حظيت بمقابلة الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر الذي كرمها بمنحها رتبة ملازم أول ضمن عدد من زملائها من جبهة التحرير ممن تلقوا التدريب في مصر حينها..
الوطن يكرم المناضلة دُعرة
في حياتها ظلت المناضلة دُعرة الأعضب موضع تكريم وطنها وقيادتها تقديراً وإجلالاً لأدوارها البطولية المتميزة، حيث منحت وسام الإخلاص ووسام 30 نوفمبر وميدالية حرب التحرير وعدد آخر من الشهادات والميداليات..
وفاتها:::
لقد من الله على دُعره بحياة مثمرة بالعطاء الجزل والمودة اللامحدودة لكل من تعاملت معه.. وهو ما أبكى واحزن الجميع على فقدها يوم أن رحلت إلى جوار بارئها عز وجل في الخامس عشر من أغسطس 2002م لتنهي بذلك حياة إمرأة شغلت الأعداء قبل الأصدقاء في عهد الثورة ومثلت فخراً لوطنها لكن موتها هذا لم يستطع أن يقتطع ذكراها من وعي وضمير أمتها وأهلها وكل الذين أحبوها، وكانت لهم معيناً من الفخر والاعتزاز لا ينضب.
وتمثل المناضلة الراحلة (دُعرة بنت سعيد الأعضب) نموذجاً مشرفاً للمرأة اليمنية الباسلة والتي كانت لها مواقف بطولية مشرفة منذ الانطلاقة الأولى للثورة في جبل البدوي بردفان وحتى رحيل المستعمر عام 67 جاراً وراءه أذيال الخيبة والندم حيث عرفت دُعره كمناضلة شجاعة ومقدامة تمتلك القدرة والجسارة على تنفيذ أخطر العمليات الفدائية وهو ما جعل منها حينها وطنية وقومية تتناقل أخبارها وسائل الأعلام المحلية والعربية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق