الأربعاء، 7 مايو 2014

البردوني

البردوني عبدالله ولد سنة 1348 هـ في قرية البردون في اليمن من أبوين فلاحين ، أصيب بالعمى بسبب الجدري في الخامسة من عمره ، وأسعفته الظروف بالدراسة في مدارس ( ذمار ) عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم ثم عُين استاذاً للآداب العربية في المدرسة ذاتها .

له من الشعر ديوان ( من أرض بلقيس ) وديوان ( في طريق الفجر ) ( ومدينة الغد )

عاش ضريراً يعيش مع الفلاحين ، حُرم أمه صغيراً وأخفق في حبه إخفاقاً مؤلماً ولذلك خرج شعره وفيه مسحة من الحزن الكئيب ، وفقد بصره جعله يؤثر الصور المسموعة أو الصوتية على الصور المنظورة أو المرئية ومولده ونشأته في بيئة فقيرة كادحة محرومة طبع شعره بطابع العطف والحنان الشديد على الفقراء المحرومين والمعدمين من أمثاله فهو شديد الاحساس بشقائهم ، ولذلك نجده يلمح في ديوانه على التناقض الطبقي وحمل على ترف القصورالذي بنى على استنزاف جهد الكادحين وحرمانه من القلب المحب كان سبباً لنبوغه

ونجد في شعره الوطني تعبيراً عن إيمانه العميق بوحدة اليمن الطبيعية وبالوحدة العربية ، ويشيد بالاتحاد الذي جرى بين مصر واليمن ( وأعتقد أنه شيوعي اشتراكي ) ونجد عنده ظلالا باهتة لقضية فلسطين وذلك كله بوشاح من الأسى والحزن مع سلاسة وعذوبة في وجدانياته وجزالة في حماسته ووطنياته

والبردوني يحسن رسم الصور وابتكارها وهو مولع كثيراً بالإيحاء والرمزية وتشخيص التجريدات فللفجر شفاه وللمروج صدور وللربى أجفان وللربيع قلب

فلسفة الجراح من اجمل قصائد الشاعر البردوني

مـــتــألــمٌ ، مــمّـــا أنــــا مــــــــتـــألـــمُ؟

حــــار الســــــؤالُ ، وأطرق المستفهمُ

ماذا أحــــــــس ؟ وآه حـــــــــزني بعضه

يــشــكـــو فـــأعـــــرفه وبعضٌ مبهم

بي ما عـــلـــمت من الأسى الدامي وبي

مـــن حــــرقة الأعـــمــــاق مـــــا لا أعــلمُ

بي من جــــراح الـــروح ما أدري ، وبي

أضــــعــــاف مــــا أدري ومــــا أتــــــوهم

وكـــــأن روحي شـــــعـــــلةٌ مــــجنونةٌ

تـــطـــغــى فـــتضــــرمني بما تتضرم

وكــــأن قـــلبي في الضــلـــوع جنازةٌ

أمـــشــي بــهـــا وحــــــدي وكلي مأتمُ

أبكـــي فـتـبـتسم الجراح من البكا

فـكــــأنــهــا في كـل جـــــارحـــــةٍ فمُ
***
***

يالابتسام الجـــــرح كم أبكي وكم

ينســـــاب فـــــــوق شفاهه الحمرا دم

أبداً أســـــيرُ على الجــــــراح وأنتهي

حــيث ابتــدأت فأيـــن مني المخـــتم


وأعاركُ الـــدنيا وأهـــوى صــــــــفــوها

لكـــــن كما يـــهــــوى الكلامَ الأبكمُ

وأبـــارك الأم الـــــــحـــيــــاة لأنـــهــــا

أمي وحــــظّي مــــن جــــنــــاهـــا العلقم


حــــرمـــــاني الحــــــــرمـــان إلا أنــنــي

أهـــــذي بــعـــاطـــفـــة الحــياة وأحلمُ
والمـــرء إن أشـــقــــاه واقـــــع شـؤمهِ

بالغــــبـــن أســــعده الخيال المنعمُ

***
***

وحـــدي أعــيش على الهموم ووحدتي

بالـــيـــأس مـــفـــعَــــمــةٌ وجوي مفعمُ
لكـــنـــنـــي أهــــوى الهـــمـــــوم لأنها

فِــكرٌ أفـســـر صـــمـــتــهـــا وأتـــرجمُ

أهــــوى الحـــيـــاة بــخـــيــرها وبشرها

وأحــــب أبـــنــــاء الحــــيــــاة وأرحــــم


وأصـــوغ ( فــلـسـفة الجراح ) نشائداً

يشــــدو بها اللاهي ويُشـــجــى المؤلَمُ



هذه النبذة من كتاب ( تاريخ الشعر العربي الحديث )
 بسم الله الرحمن الرحيم 

دولة الإمارات العربية المتحدة 
وزارة التربية والتعليم
منطقة الفجيرة التعليمية
مادة اللغة العربية


تقــريـــري بعنـــــوان :...



عبدالله البـــردونـــي ..





المقدمة :..
" لا مستحيل مع الإرادة " معاني عظيمة تحملها تلك العبارة نغوص في حروفها ونبحر في معانيها لنجد كل حرف منها له نبضة خاصةٌ به ووقع يتحدى المستحيل فمن جعلها تاج على رأسه عدّى بها عقبات الأيام ونجا منها .. ومن لم يستسلم لقهر الحياة وصعوبتها .. كان كنبراس يمخر شغف العيش وقسوته .. ومن آمن بالله فذاك أعلى المنى وأسعدها ونورٌ يخرج من حنايا جسده فهو بصيرة لمن لا يبصر وسمع لمن لا يسمع .. ورجلاً وقدماً لمن لا رجل ولا قدم له فيا لسعادة إنسان كان كتاب الله منهجه وآياته بلسماً لجراحه .. وحياتنا مليئة بالإنسان القوي الإيمان الذي تمسك بها وبعزيمة وإصرار فوصل لما تصبوا إليه نفسه وعكسه تماماً الضعيف المستكين المستسلم لأحزانه وهمومه المنزوي على نفسه .. شاعرنا ينتمي للصنف الأول : القوي الإيمان المؤمن بقضاء الله وقدره .. المتحدي لظروفه وآلامه .. فحزنه فجر طاقة الشعر المكبوتة في داخله ففاضت بأحاسيس جياشة نشعر بها عندما نتذوق أبياته .. إنه شاعر الأحزان عبدالله البردوني ، ومن حبي لشعره المتدفق بأسمى المعاني تناولت :.
( مولده ونشأته – حياته – أهم دواوينه – وفاته ) ..
الموضوع :..
عبد الله البردوني .. عاش ضريرا وحزينا ويائسا من الحياة العربية المفعمة بالقساوة والهزال في القرن العشرين، شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها شعر اليمن المعاصر ،، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من كل الصيغ والأشكال ...
ولادته ..
ولد عبدالله صالح بن حسن الشحف البردوني عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن(، ولذلك كنية بالبردوني ،ولد الشاعر من أبوين فلاحين .. ونشأ طفلا لعوبا علي غرار أترابه .. أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ..
حياة الشاعــر ..
علم القراءة والكتابة في الكتاتيب والمدارس الدينية المحلية ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية. وبدأ قراءة الشعر والتاريخ في كل من الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.. .
أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح ,, 
شاعر اليمن وشاعر .. منتم الى كوكبة من الشعراء الذين مثلت رؤاهم الجمالية حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚ عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية وكافة أشكال القهر ببصيرة الثوري الذي يريد وطنه والعالم كما ينبغي أن يكونا‚ وبدأب المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى .. 
هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ حُرمن أمه وهو كان طفلاً صغيراً وأخفق في حبه إخفاقاً مؤلماً ولذلك خرج شعره وفيه مسحة من الحزن الكئيب ، وفقد بصره جعله يؤثر الصور المسموعة أو الصوتية على الصور المنظورة أو المرئية ومولده ونشأته في بيئة فقيرة كادحة محرومة طبع شعره بطابع العطف والحنان الشديد على الفقراء المحرومين والمعدمين من أمثاله فهو شديد الإحساس بشقائهم ، ولذلك نجده يلمح في ديوانه على التناقض الطبقي وحمل على ترف القصور الذي بني على استنزاف جهد الكادحين وحرمانه من القلب المحب كان سبباً لنبوغه 
ونجد في شعره الوطني تعبيراً عن إيمانه العميق بوحدة اليمن الطبيعية وبالوحدة العربية ، ويشيد بالاتحاد الذي جرى بين مصر واليمن ( وأعتقد أنه شيوعي اشتراكي ) ونجد عنده ظلالا باهتة لقضية فلسطين وذلك كله بوشاح من الأسى والحزن مع سلاسة وعذوبة في وجدانياته وجزالة في حماسته ووطنياته
البردوني الذي عاش طيلة أيام عمره وهو يكتب الشعر .. له عدة دواوين .. له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" . 


أما دواوينه فهي كالتالي :..

من أرض بلقيس 1961 - 
في طريق الفجر 1967 - 
مدينة الغد 1970 
لعيني أم بلقيس 1973 
السفر إلى الأيام الخضر 1974 
وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 - 
زمان بلا نوعية 1979 
ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983 
كائنات الشوق الاخر 1986 - 
رواغ المصابيح 1989
وفاته ..
في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر إلى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد أن خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..رحم الله شاعرنا الذي ستبقي قصائده هذه شهادة حية ووثيقة دامغة على عصر كامل كواحدة من عيون الشعر العربي ...
الخاتمة :..
قال تعالى : " والْعَصر1 إِنْ الإنسنَ لَفي خُسْرٍ 2إلا الذين ءامنوا وعَمِلوا الصلِحت وتواصوا بالحْقِ وتواصوا بالصَّبْرِ 3 تلك الآيات الكريمة من أعظم الكلمات وأنقاها التي تحث على الصبر وتوصية الإنسان به لكل مسلم آمن بالله واليوم الآخر .. فدعوة صالحة أدعوكِ بها أختي لتتحلي بها وتؤمني بأن هناك رب عظيم قادر يقف لجانبك في كل ضيقة وحزن فمن توكل على الله العلي القدير فلن يضيع رب العالمين ذاك التوكل ..
أختي ليكن نور الله لباس تلبسينه لسانك ، ينطق آياته وترطب شفتيكِ .. فما أحرانا في هذه الآيات أن نتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد r فهما الهَرينان المزيلان لأحزاننا فمنهما نستمد قوتنا وعزيمتنا وصبرنا .. فلا تحزني أختي على ما فاتك ، وجددي إيمانك واصبري لتصلي لما تريدين ... فالأيام تجري والنفس لا تدري .. والمؤلم فيها أنها لن تعود ... وفي نهاية هذا المطاف أرجو أنا أكون قد وفقت في تقريري هذا ..
المصادر والمراجع :..
http://www.abuaseel.com/vb/showthread.php?t=1923 (http://www.abuaseel.com/vb/showthread.php?t=1923)*
http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=2328 (http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=2328)*
*كتاب تاريخ الشعر العربي الحديث ..
http://www.stop55.com/vb/85751.html*
*جريدة (الزمان) --- العدد 1871 --- التاريخ 2004 - 7 - 26


 . وصدر له أول ديوان شعري العام 1961 وكان بعنوان : " من أرض بلقيس " ، ثم توالت مؤلفاته ودواوينه الشعرية وكتاباته العامة ، ومنها دواوين شعرية ، هي : " في طريق الفجر " ، و " مدينة الغد " و " لعيني بلقيس " ، و " السفر الي الايام الخضر " ، و " وجوه دخانية في مرايا الليل " ، و " زمان بلا نوعية " و " جواب العصور " و " رجعة الي الحكيم بن زايد " .. ومن مؤلفاته العامة الاخري : " اليمن الجمهوري " ، و " في اول قصيدة .. في آخر طلقة " ، و " الثقافة والثورة في اليمن " .. الخ شارك البردوني في العديد من الندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية ، وفاز بالجائزة الاولي بمهرجان ابو تمام الذي انعقد في العراق بمدينة الموصل العام 1972 ، وفيه قال قصيدته الشهيرة العصماء التي وجهها الي الشاعر الموصلي العباسي الشهير ابو تمام الطائي ، وقد نظمها علي منوال قصيدة ابو تمام الشهيرة : " السيف اصدق انباء من الكتب " .. وقد أحدث البردوني في قصيدته ضجة كبري نظرا لقوتها وهيبتها ، وقد وصل البردوني فيها الي قمة الشعر فجعلته القصيدة شاعرا مشهورا منذ تلك اللحظة التاريخية الفاص

الصديق الحقيقي

كلمة فوق الكلمات ...
معني فوق المعاني ...وأي كلمة؟؟
كلمة تسرح بها في خيالك لعلك تصل الي بحر ليس له نهايه...

حروف هذه الكلمه ليست كالحروف ...
ص:الصدق 
د: الدم الواحد
ي: يد واحدة
ق :قلب واحد
الصداقه كالمظله كلما إشتد المطر كلما إزدادت الحوجه اليها


الصداقه لا تغيب مثلما تغيب الشمس 


الصداقه لاتذوب مثلما يذوب الثلج


الصداقه لاتموت الا إذا مات الحب

الصداقه ود وإيمان 
الصداقه حلماًوكيان يسكن الوجدان


الصداقه لاتوزن بميزان ولاتقدر بأثمان فلابد منها لكل إنسان
ثمار الأرض تجني كل موسم لكن ثمار الصداقه تجني كل لحظه
الصداقه هي الوردة الوحيده التي لا أشواك فيها


الصداقه هي الوجه الآخر غير البراق للحب ،ولكنه الوجه الذي لا يصدأ


الصداقه عصفور بلا أجنحه..
فمن هو الصديق الحقيقي؟؟

وهل يوجد في هذا الزمان؟؟


الصديق الحقيقي هو الذي يقبل عذرك ويسامحك إذاأخطأت ويسد مسدك في غيابك
الصديق الحقيقي هو شخص عزيز...وفي ... بئر لأسرارك...يبني معك أقوي جسر لاتهدمه الرياح مهما كانت قوتها...شخص يساندك....يعينك ...يعاونك ...يحبك أكثر من نفسه

عبدالله عبدالوهاب نعمان


 

عبدالله عبدالوهاب نعمان

  • هو الشاعر اليمني عبد الله عبد الوهاب نعمان ولد عام 1917م في قضاء الحجرية لواء تعز، ثاني أصغر أبناء الشهيد الشيخ عبدالوهاب نعمان الذي كان أول الثوار على حكم أسرة حميد الدين ، منذ بداية تسلمهم الحكم من الأتراك  عام 1918. وكان والده الشيخ عبدالوهاب بيك نعمان ، قائمقام الحجرية بمرسوم من الباب العالي في الأستانة.
  •  انتقل مع بقية زوجات وأبناء الشيخ عبد الوهاب نعمان إلى صنعاء للإقامة إلى جانبه، وتلقى وأخوته جزءا من تعليمة على يد والده الشيخ عبد الوهاب نعمان في صنعاء حيث معتقلاً بها، منذ عام 1923 عندما طلبه الإمام يحي حميد الدين إلى صنعاء، بعد ثورته عندئذ ضد ابن الوزير، نائب الإمام في تعز، لرفض الأتاوات التي أراد أن يفرضها على المواطنين "الرعية".
  •  ثم درس على يد ابن عمه الأستاذ أحمد محمد نعمان في ذبحان بالحجرية، ودرس بعد ذلك في مدينة زبيد، على يد عبد الله المعزبي، من أشهر علماء زبيد.
  • وفي أوائل الأربعينات كان ضمن الشباب المستنير الذين تجمعوا في تعز حيث عمل بالتدريس بالمدرسة الأحمدية في الفترة من العام 1941 الى 1944م .
  • وأثناء وجوده في ذبحان أبرق الإمام أحمد إلى عامله لإعتقاله، غير أنه علم بذلك من أحد الأحباب وهو القاضيعبد الجبار المجاهد، ونصحه بالهروب قبل أن يرسل العامل في إعتقاله، وفر عبدالله عبد الوهاب نعمان إلى عدن، لينظم بعد ذلك إلى مجموعة الأحرار، وكان، إلى جانب آخرين، من مؤسسي حزب الأحرار اليمنيين. ويعتبر الفضول من أوائل رجال حركة الأحرار ومن أبرز كتّابها، فقد كان سياسياً وأديباً وشاعراً وصحفياً بارزاً.
  • وفي عدن عمل في سلك التدريس وقام بتعليم اللغة العربية في مدرسة بازرعة الخيرية، ثم ترك التدريس ليصدر جريدة (صوت اليمن) الناطقة باسم الجمعية اليمنية الكبرى عام 1947م, وكانت مقالاته الساخنة فيها تمثل رداً على جريدة الإيمان المتوكلية التي تهاجم الأحرار. كما كانت له مقالات سياسية في جريدة (فتاة الجزيرة) بتوقيع (يمني بلا مأوى).
  • وبعد فشل ثورة 1948 في إقامة النظام الدستوري، وبعد إعدام قادة الثورة ومنهم والده الشهيد الشيخ عبد الوهاب نعمان والشهيد السيد حسين الكبسي، رأسا ثورة 1948، قام في عدن، في ديسمبر 1948، بأصدار صحيفة "الفضول" وهي من المحطات الهامة في حياة شاعرنا. وتعود هذه التسمية إلى الحلف الذي كان قائما في الجاهلية مهمته إنصاف المظلومين، وهو "حلف الفضول". وقد اشتهر شاعرنا وعرف في الأوساط الأدبية بلقب "الفضول" نسبة إلى صحيفته.
  • وفي نهاية العام 1953 قامت سلطات الاحنلال البريطاني بإغلاق صحيفة "الفضول" من خلال رفض تجديد ترخيصها بضغوط من النظام الملكي في شمال الوطن، بعد أن أقلق عبدالله عبدالوهاب نعمان مضاجع الإمام أحمد حميد الدين بما تنشره "الفضول". [راجع الوثيقة رقم 14 من الوثائق البريطانية بشأن الفضول] وهجر الفضول مع بداية العام 1954 الكتابة والشعر، وانخرط في هذه الفترة في الأعمال الحرة لتأمين لقمة العيش لأسرته.
  • ولكنه، وفي نفس الوقت، ظل يقاوم الأوضاع في ظل الإحتلال في الجنوب والملكية في الشمال من خلال كتابة صفحة باسم "البسباس" في صحيفة "الكفاح" التي كانت تصدر في عدن للأستاذ حسن علي بيومي.
  • في غمرة قسوة الحياة في عدن قبل الثورة، عزف عن كتابة الشعر، حتى أثاره المرض العضال الذي أصاب رفيق دربه وصديقه السيد محمد بن يحي الوريث، وكن من الأحرار المهاجرين في كينيا، وعينه أمير الكويت الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح قنصلاً فخرياً للكويت في كينيا، عندما أصاب المرض صديق عمره وكان يتعالج في الكويت في كنف الأمير، كتب قصيده مدح يشكر فيها الأمير، وفيها إشارة إلى هجره الشعر حيث قال: "قد كنت ودعت القريض ترفعاً   إذ كل ما حولي يروم هجاءُ". وقد كانت هذه القصيدة في العام 1963 أو 1964، وقبل وفاة الوريث.
  • عاد إلى كتابة الشعر الغنائي في بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، في عدن، وقبل انتقاله النهائي منها الى شمال الوطن، وكتب قصيدتين لحنهما الفنان الكبير محمد مرشد ناجي، وسجل الأغنيتين في إذاعة عدن بأسم ابنه مروان، ليتخفى لأنه لم يكن يريد أن يعرف الناس أنه عاد إلى كتابة الشعر. وهاتان الأغنيتان هما أغنية "شبان القبيلة "، وغناها الفنان المرحوم محمد صالح عزاني والفنانة فتحية الصغيرة، وأغنية ثانية غناها الفنان المرحوم أحمد علي قاسم. 
  • وبعد ذلك، ظل لفترة قصيرة بعد الثورة، يعيش ما بين عدن وشمال الوطن. وبدأ يعاود كتابة الشعر الغنائي ومن أوائل القصائد، "دق القاع دقه" و "عدن عدن"، وهما من بدايات تعاونه الفني والغنائي مع الفنان الكبير أيوب طارش العبسي.
  • عبر صديقي عمره المرحوم جازم الحروي وأمين قاسم سلطان، أخذت سيدة الغناء العربي أم كلثوم قصيدة "لك أيامي" للفضول لتغنيها من جملة أغانيها التي اعتزمت غنائها لشعراء من كل الوطن العربي، غير أن ذلك لم يتحقق لوفاتها. قام بعد ذلك الفنان أيوب طارش بتلحين تلك القصيدة وغنائها. وسيلاحظ المتصفح القارئ أن قصيدة "لك أيامي" تلك التي غناها أيوب طارش، تختلف عن النص النهائي الذي ظل الفضول يجدد فيه إلى ما قبل وفاته، وترد هذه القصيدة في الموقع باسم "أحلام السنين".
  • وفي العام 1966، وبينما هو في تنقله بين عدن وصنعاء، اعتقل الفضول مع مجموعة من السياسيين الآخرين، في سجن "الرادع" الشهير، عندما قامت السلطات المصرية باعتقال حكومة الأستاذ أحمد محمد نعمان في القاهرة، وذلك لمعارضة التدخل المصري في الشئون اليمنية. ولم يطلق سراح من سجنوا في القاهرة، ومن سجنوا في الرادع إلا بعد هزيمة 1967. وهناك قال رائعته "أرض المروءات" التي عاتب فيها مصر على ما حدث في اليمن.
  • وبعد ذلك استقر مقام الفضول في شمال الوطن، في صنعاء، وتقلد بعد انقلاب 5 نوفمبر 1968 منصب مدير مكتب الإقتصاد والجمارك في تعز، ثم منصب وزير الإعلام في حكومة عبد الله الكرشمي، التي لم تعمر أشهر.
  • بعد وزارة الإعلام، قام فخامة القاضي عبد الرحمن بن يحي الارياني، رئيس المجلس الجمهوري حينها، بتعيين عبد الله عبد الوهاب نعمان مستشاراً لشئون الوحدة، نظراً لطول خبرته بأحوال جنوب الوطن ورجالاته. وظل في هذا المنصب مع الرئيس إبراهيم الحمدي، والرئيس أحمد الغشمي، والرئيس علي عبد الله صالح، إلى أن وافت شاعرنا المنية.
  • وظل يكتب الشعر الغنائي والأناشيد الوطنية وكثير من القصائد السياسية التي لم ينشرها. فبدأ في هذه الفترة مرحلة جديدة كونت النصف الآخر من شخصيته الإبداعية وهي قصائده العاطفية. وشعر الفضول العاطفي أروع ما نظم وكتب وقيل. فقد كان عاشقاً ومعشوقاً من الطراز الأول.
  • والفضول لم يكتب للحبيب وللمهاجر والمزارع والأرض والوطن والغربة فقط، بل ألهب مشاعر الناس بأجمل الأناشيد الوطنية، مثل : "هذه يومي فسيروا في ضحاها" و "أملؤوا الدنيا ابتساما" و "هتافات شعب" و "ياسماوات بلادي باركينا" و "عطايا تربتي" وغيرها الكثير. لكن أروع هذه المجموعة من الأناشيد الوطنية النشيد الذي اختير نشيداً وطنياً لجنوب الوطن قبل الوحدة،  والذي أعيد اختياره ليكون النشيد الوطني لليمن الموحد، بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وإعلان الجمهورية اليمنية، وهو :
                                         رددي أيتها الدنيا نشيــدي
                                         ردديه وأعيدي وأعيـدي
                                        وأذكري في فرحتي كل شهيد
                                      وأمنحيه حللاً من ضؤي عيدي
  • وكان اختيار النشيد نشيداً وطنياً لجنوب الوطن قبل الوحدة، بناء على اتفاق في الكويت بين الأخ الرئيس علي عبد الله صالح والأخ الرئيس عبد الفتاح اسماعيل، رحمه الله، في العام 1979، حيث اتفق الرئيسان أن يكون النشيد هو النشيد الوطني للشطرين، ولليمن الموحد. وذلك الاتفاق هو أساس إقرار "رددي أيتها الدنيا نشيدي" كنشيد وطني لليمن الموحد.
  • بعد ذلك، قلده الأخ علي ناصر محمد، رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى، الشطر الجنوبي للوطن حينها وسام الأداب والفنون. في 10 سبتمبر 1980.
  • وقلده الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية، الشطر الشمالي للوطن حينها، وسام الفنون في 23 يونيو 1982.
  • حرص على جمع اشعاره استعداداً لطبعها كما كان ينوي إصدارها في عمل يجمع فيه بعض كتاباته في الصحف منذ الأربعينات إلا أن الأجل وافاه قبل تحقيق ذلك، حتى أن ديوانه الوحيد (الفيروزة) صدر له بعد وفاته، بجهد فردي من أحد أبنائه المهندس عبدالكريم عبد الله عبد الوهاب نعمان. لكن اعماله الشعرية الكاملة وهي تقارب المائة قصيدة لم تطبع. وستتاح الآن على هذا الموقع.
  • توفي الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان الفضول في 5 يوليو 1982م على فراشة في تعز بالسكتة القلبية، عن عمر يناهز الخامسة والستين، بعد مرحلة طويلة من الكفاح الوطني والأدبي مثلت رافداً هاما من روافد الحركة السياسة والثقافية في بلادنا. وقد كان الفضول ولا يزال علما من أعلام الشعر الوطني  والغنائي العاطفي في اليمن بل وفي الوطن العربي لن تكرر.
  • رحل الشاعر عن زوجته آسية الغوري، وله منها 6 أبناء وابنتان، وله 5 أبناء وأبنه واحدة، من زوجة سابقة هي عزيزة نعمان عبد القادر نعمان. كما رحل عن زوجتين لم ينجب منهما، هما نفيسة رفعت إبراهيم وعزيزة أمين عبد الواسع نعمان. وأبناءه هم: سكينة، محمد، سامية، مروان، هشام، وليد (متوفي)، هاني، أيمن (متوفي)، عبدالكريم، صخر، يمنى، منذر، شبيب، طريف.
  • صورة نادرة مع ايوب طارش الثنائي اليمني النادر والطريف والمميز في الابداع 
  • صورة: ‏الفضول وأيوب طارش الثنائي الذي لن يتكرر‏
  • قصيدة (يامن رحلت إلي بعيد)في رثاء الفضول من كلماته و أداء الفنان أيوب طارش عبسي



    يا من رحلت إلى بعيد

    قَصِّر مسافات البعيد


    لا تدخل النسيان أو ما فيه من صمت وبيد


    فلربما عاد الهوى وأعادك الله المعيد


    كم كنت لَمِّيْتَكْ لموم الريش في العصف الشديد


    وخبأت حبك بين نبضي في تعاريج الوريد


    فأبيت إلا أن تعود إلى ضياعك من جديد


    يا من رحلت الى بعيد



    ما قيمة الأيام بعد هواك تنقص أو تزيد


    فلقد أردتُ وكنت لي في العمر آخر ما أريد


    يا آخر الألحان في وتري وخاتمة النشيد


    يا من رحلت الى بعيد


    يا آخر الأشواق في سهري وفي قلبي العمي
    د

    يا آخر الأوراق في زهري تساقط في الجليد


    يا آخر الإشراق في عمري و آخر وجه عيد

    يا من رحلت الى بعيد
  • للاستماع وتحميل اغاني ايوب طارش من كلمات الشاعر / الفضول على الرابط ادناه 
  • مواقف طريفة من حياة الشاعر 

  • كان عبدالله عبد الوهاب نعمان ، يحرر جريدة " الفضول " من عدن في عهد الإمام أحمد ، وكانت نصف شهرية ، وفي يوم من الأيام نشر في العنوان الرئيسي في جريدة " الفضول " ( انقلاب عسكري في مدينة تعز ) ، وهز العنوان الناس ، فاشتروا الجريدة ، ثم وجدوا تحت العنوان شرحاً لهذا الانقلاب : بأنه قد سقط أمس جندي ( عسكري ) من على حماره ، ف...انقلب على رأسه .. إلخ ، فضحك الناس وتعجبوا !!
  • فاصيل لم تكن معروفة عن النشيد الوطني تكشفها 26 سبتمبر: من الذي وضع ألحانه وكيف تم اختياره؟
    منصور الغدره
    صحيفة 26 سبتمبر
    رقم العدد: 1197 التاريخ: الأحد 22 مايو 2005
     
     
    الوزير ومثنى يؤكدان بأن النشيد لم يكن محل جدال واللوزي تحفظ
    لماذا تغيرت كلمة«أمميا»بـ«سرمديا» وهل سبق السنيدار طارش في تلحين النشيد    
    أيوب السنيدار معاً يؤكدان: يكفي أنه أصبح عملاً وطنياً ولايهم من الذي وضع ألحانه
    "رددي أيتها الدنيا نشيدي".. الجميع- ابتدأ بزهرات وبراعم اليمن الذين يعزفون سيمفونيته كل صباح يوم دراسي، وانتهاء بكبار رجالات الدولة- انه مطلع النشيد الوطني للجمهورية، والذي يتألف من اثني عشر بيتاً موزعة في أربعة مقاطع والخامس يتكرر ترديده ثلاث مرات الأولى في مطلع النشيد والثانية عقب المقطع الثالث.. أما في خاتمته، وثمة أمر لا يعلمه إلا القليل من المطلعين على ميلاد قصيدة هذا النشيد الذي كان خلاصة نقاشات وحوارات مكثفة دارت بين أعضاء اللجنة المكلفة باختيار شعار دولة الوحدة واختصار كلمات النشيد الوطني للوصول به إلى وضعه الحالي من قصيدة مطولة- نعيد نشرها هنا- تتألف من (........) بيتاً كانت تتوزع على ثمانية مقاطع والمقطع التاسع يتكرر بين كل مقطع- كان قد ألفها الأستاذ الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) على أرجح الروايات منتصف السبعينات ولحنها الفنان الكبير أيوب طارش عبسي ووزع موسيقيتها العقيد حسين عبدالقوي ودون حروف كلماتها خط الأستاذ محمد سلطان المقرمي، ومعروف انه كان النشيد الوطني لجمهورية اليمن الديمقراطية، لكن الذي نجهله أنه انطلق من الشمال سابقاً، شعراً ولحناً وأداءً، يا ترى كيف أنتقل إلى جنوب الوطن سابقاً، ومتى كان ذلك، وكيف تداول الملحنون القصيدة وكم عددهم، وما قصته وكيف بدأت، وما هي الخلافات التي نشبت حوله بين الفنانين، والحوارات التي دارت بشأنه بين أعضاء اللجنة حتى وصلت به إلى أن يكون النشيد الوطني الحالي، وهل كانت هناك بدائل ومقترحات لنشيد آخر مطروح في النقاش..؟!!
    للإجابة على هذه التساؤلات وتفاصيل أخرى مثيرة تكشفها لأول مرة صحيفة (26 سبتمبر)، ليس للإثارة وإنما لكتابة تاريخ ميلاد الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية التي رفرف علمها عالياً في سماء الوطن في الـ22 من مايو 1990م، الذي نحتفل اليوم بعيدها الوطني الخامس عشر.. التحقيق الصحفي تقرؤن فيه تفاصيل قصة النشيد الوطني ابتداءً من تاريخ ميلاد القصيدة ومروراً بنواتها الأولى كمشروع نشيد حتى لحظات إقراره رسمياً في الساعات الأولى لإعلان الجمهورية اليمنية
    في البداية نستعرض ما جاء به مشروع اتفاقية دولة الوحدة عن النشيد الوطني لهذه الدولة اليمنية الحديثة.. حيث كان النشيد الوطني وعلم الجمهورية اليمنية ضمن اتفاق مشروع الوحدة الذي وقعته قيادتا الشطرين في ليلة الـ30 من نوفمبر 1989م والذي عرف باتفاق عدن التاريخي، والذي خول مجلس الرئاسة بإصدار قرارات لها قوة القانون بشأن شعار الجمهورية اليمنية وعلمها ونشيدها الوطني، ونص الاتفاق أيضاً على أنه يعتبر نافذاً بمجرد المصادقة عليه وعلى مشروع دستور الجمهورية اليمنية من قبل كل من مجلسي الشورى والشعب..
    وتنفيذاً لما نص عليه مشروع اتفاق الوحدة بشأن الإسراع في إنجاز شعار وعلم الجمهورية والنشيد الوطني كان من أهم ما أقره الاجتماع الذي عقده مجلسا وزراء الشطرين برئاسة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني والدكتور ياسين نعمان المنعقد في 20 مارس 1990م بمدينة عدن، حينماً كلف الاجتماع وزيري الثقافة والإعلام في الشطرين بالإعلان عن مسابقة لتصميم الشعار الرسمي وكتابة النشيد الوطني  ولحنه- هل تم هذا.. وكيف جرى الأمر..؟!
     
    لن نجد إجابة عليه إلاّ من لجنة الحوار وهي المعنية بالأمر حينذاك، إذ أجاب الأستاذ إسماعيل الوزير- عضو لجنة الحوار بقوله: إن الكلمات- التي ألفها الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول)، كان حوله إجماع من قبل الجميع أن تكون هي النشيد الوطني للجمهورية ولم يجر حوله أي خلاف أو حوارات طويلة لأنه كان في الأساس يعبر عن وحدة اليمن، واعتقد أن الشاعر قد كتبها حوالي منتصف السبعينات.. كان هناك أجماع وأيضاً اتفاق من الجانبين أن النشيد طويل ولابد من أن يختصر منه النشيد الوطني الحالي بعد أن أجري عليه تعديل بسيط باستبدال كلمة (أمميا) بكلمة (سرمديا)، والاختصار تم لأكثر من ثلث القصيدة الأصلية التي كتبها الشاعر الفضول، حيث كان فيه كلام أكثر من اللازم لكي يكون نشيداً وطنياً. بالإضافة إلى انه لم يكن هو الذي يعزف كنشيد، وحتى يكون نشيداً وطنياً يردده ويحفظه الطلاب في المدارس وعامة الناس، ويعزف في المناسبات الوطنية لذلك كان لابد أن يكون في الحد المعقول والمقبول عما كان يعزف في الجنوب سابقاً، حتى أننا استمعنا إليه بعد الاختصار، فوجدنا مدة عزفه في السلام الوطني دقيقة واحدة والنشيد الوطني دقيقة ونصف.. لذلك نحن في اللجنة ركزنا في النشيد الوطني على هذه المقاطع الموجودة حالياً وهو ما توصلنا إليه وقت ذاك واستبدال كلمة (أمميا) نظراً للحساسية من معناها والتفسيرات التي كانت تدور حولها- حينذاك- خاصة في طبيعة ذاك الظرف فكانت تحمل دلالات النظام الشمولي والتوجه الاشتراكي رغم أنها كلمة عادية، لكن في ذاك الظرف كان لها دلالة. اختصار القصيدة واستبدالها بكلمة( سرمديا) احتمال كبير أنها قد تكون عادة إلى أصلها وهذا احتمال فقط وليس هناك ما يؤكدها، ويمكن عندما قدمت للأخوة في عدن استبدلت ـ«أمميا» مكان «سرمديا»- هذا ممكن يكون صحيح واستبعاد أن يقولها الشاعر نظراً لظروف مكان إقامته في الشمال-في مدينة تعز.. والاختصار تم على أساس أن هناك نوعاً من التكرار في مقاطع وأبيات القصيدة، وأما من حيث القصيدة فهي أكثر من ممتاز، وجميلة جداً تليق بمكانة ومستوى الشاعر، وراعينا في الاختصار مصلحة النشيد.
    وأما بشأن ما طرحه الفنان أحمد السنيدار أنه قد سبق وأن لحن القصيدة لم يؤخذ في الاعتبار من قبل اللجنة ولم يلتفت إليه أبداً ولم يعرض علينا لحن السنيدار وما عرض فقط هو لحن الفنان أيوب طارش، ربما لحن السنيدار قد يكون عرض على فنانين لكن في الحقيقة.. الذي رجح هو هذا النشيد.
    وبالنسبة لعدم إيراد اسم الملحن في القرار مثل هذا قصور، لكن ربما راعوا أموراً أخرى لأنه كان يوجد أخصائي في الموسيقية العسكرية، اعتقد أنه كان له دور كبير في الحذف الذي حصل..
    حقيقة النشيد لم يكن محل جدال رغم أنه قد كان طرح نشيد آخر( في ظل راية ثورتي) إلاّ أن الذي رجح هو ( رددي) النشيد الحالي.. حصل عليه توافق لأنه  الأفضل، لم يدر حوله حوار طويل، بل حسم تقريباً في جلسة واحدة وكان يبحث بشكل عرضي في لقاءات جانبية من خلال التواصل مع بعضنا في اللجنة وأيضا تواصلنا مع القيادة، واللجنة كانت تتكون من اسماعيل الوزير- حسن اللوزي- صالح منصر السييلي- عبدالواسع سلام الشرجبي- فيصل مثنى.
     
    ويوافقه الإجابة الأخ فيصل مثنى- وكيل وزارة العدل حينها- عضو المحكمة العليا حالياً بقوله: اللجنة التي شكلت قبل إعلان الوحدة بأيام- كانت مهمتها إقرار مجموعة من المواضيع وفي مقدمتها السلام والنشيد الوطني، ولم يد ر حول اختياره حواراً طويلاً عدا ما جرى أثناء الاختصار واستبدال كلمة « سرمديا» بدل "أمميا" ولم يكن حينها لدينا أصل القصيدة المكتوبة بخط الشاعر الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان، لكن المتداول والمعروف لدى الناس أنها (أمميا) واحتمال أن يكون أصلها ( سرمديا)، وفي الحقيقة تأثرت كثيراً عندما سمعت القرار ولم يذكر اسم الملحن الفنان أيوب طارش.
    ويضيف أنه لم يسمع من قبل أن القصيدة سبق ولحنها الفنان احمد السنيدار، ولم يطرح مثل هذا على اللجنة- حينها ولا نشيد آخر غير النشيد الحالي هو الذي كان متداولاً منذ البداية ولقي قبولاً من كل الإطراف ولم يستغرق الحوار بشأنه سوى يوم أو يومين، لأن اللجنة كان لديها مواضيع أخرى كلفت بها ومطلوب منها إنجازها.. بل أنه لم يكن هناك أية مقايضة في اختيار هذا النشيد مقابل اختيار العلم-كما يعتقد البعض.
     
    حوارات وليس لجنة
    فيما الأستاذ حسن اللوزي- عضو اللجنة حينذاك- يختلف في شق من أجابته مع الرأيين ويتفق معهما في الشق الآخر.. إذ أجاب قائلاً: أنه لم تكن ثمة لجنة وإنما كان هناك حوارات تجرى بين الجانبين وأفكار تقدم من كل جانب بشأن شعار الدولة والنشيد الوطني. حينها كان علم الجمهورية قد تم حسمه من قبل اللجنة الدستورية التي صاغت مشروع دستور الجمهورية اليمنية والذي احتوى على مادة ضمن مواده، حددت ألوان العلم وشكله وحجمه ومادة قبلها نصت على أن يصدر رئيس مجلس الرئاسة في أول اجتماع له قانون  بشعار الدولة، وبالتالي كان حينذاك كل طرف يحاول أن يقدم بدائل وأفكار وفي هذا الخصوص. الأخ الرئيس كلف عدداً من الأخوة المؤرخين بالبحث عن نماذج ترمز أو تنسب إلى تاريخنا القديم سواءً ما يتعلق بصورة الصقر أو النسر وطرح أيضاً اللآلئ.. لكن في النهاية الأخ الرئيس حسم الموضوع وأيضاً حسم النشيد الوطني على أن يكون الكلمات التي ألفها الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) وموسيقى الفنان أيوب طارش، الذي كان معتمداً كنشيد في جنوب الوطن سابقاً، وتم ذلك تجاوزاً للتطويل في المباحثات والنقاشات- حيث كانت هناك مقترحات من قبل صنعاء للنشيد ( في ظل راية ثورتي) لكن حقيقة مع اقتراب ساعة إعلان الوحدة وهذه كانت حاضرة في ذهن الأخ الرئيس منذ وقت طويل وهو يعمل على اختزال المسافات..
    لذلك شكلت لجنة مهمتها تحديد القوانين العاجلة التي نص عليها مشروع اتفاقية الوحدة بحيث تعد وتجهز قبل إعلان الوحدة ويصدرها رئيس مجلس الرئاسة في أول اجتماع له عقب انتخابه مباشرة، وبالطبع منها مايخص الشعار والنشيد الوطني..
     
    سرمديا أصيلة في القصيدة
    وفعلاً اجتمعت اللجنة وأدت أعمالها على أحسن ما يمكن، ولأن قصيدة النشيد كانت طويلة في البداية حددت المقاطع الجوهرية التي ممكن أن تكون هي صيغة النشيد الوطني وان موسيقاه هي السلام الوطني.. وفي احد المقاطع أزيلت كلمة (أمميا) كانت قد أضيفت إلى النشيد عندما استخدم نشيداً للجنوب- سابقاً- واستبدال مكانها كلمة (سرمديا)، وفي الحقيقة أستطيع القول أننا أعدناها "سرمديا" إلى أصلها، لأنها كانت في النشيد حينما كتبه الشاعر الكبير (الفضول) ولا يمكن أن يقولها(أمميا)،في السبعينات- يعني عام 1976م- وهو يقيم في تعز- حينها- واذكر هنا أن أول من لحن هذه القصيدة هو الفنان الكبير احمد السنيدار، عندما سلمت له القصيدة من (الفضول) بل النص الأصلي موجود لدى السنيدار، اهدي له من قبل الشاعر محتفظ بها، وأيضاً الفرقة الموسيقية بصنعاء كانت قد قامت بتوزيع لحن السنيدار وهذا اللحن موجود مسجل في إذاعة صنعاء وفي التلفزيون في بداية إنشائه..
     
    إشكالات في اللحن
    وكانت قد حصلت إشكالات حول اللحنين، اللحن الجديد الذي أبدعه الفنان الكبير أيوب طارش الذي ارتضاه الشاعر وبين اللحن القديم للسنيدار، وكانت هناك شبه وساطات وفي النهاية اللجنة أقنعت الأخ احمد السنيدار بالتخلي عن مطالبته بلحنه للقصيدة، وأن تبقى موسيقى الكلمات الخاصة بـ(أيوب طارش)..
    ويعيد حسن اللوزي قبول السنيدار لهذا الصلح إلى علاقاته الشخصية التي تربطه بالفنان السنيدار لأنه- حسب قوله- كان متألماً أن تلحينه لكلمات النشيد سيذهب سدى، وكانت الهواجس تراوده بأن يحاول التمسك بموقفه ولا ييأس حتى- حسب اللوزي- طلب من عدد من الشعراء بكتابات نصوص شعرية تضاهي في وزنها وأفكارها قصيدة الفضول حتى يجعلها نشيداً وطنياً وتساوي كلمات النشيد الذي أبدعه بشكل رائع الشاعر الراحل الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان..
    وفي هذا السياق يكشف حسن اللوزي عن ثمن هذه الوساطة التي راضى بها الفنان السنيدار أو تجاوب معه في كتابة نص شعري- إذ قال: حقيقية أنا حاولت أن أكتب له نصاً شعرياً وبعد محاولات كثيرة وفي النهاية قبل الفنان السنيدار هذا النص بعنوان (اسعدي يا أرض بلقيس الجميلة) وفعلاً غنى هذه الأنشودة وسجلها في الإذاعة والتلفزيون، وهي قد تكون إلى حد ما من الأناشيد التي أرى أنها عوضته عن خسارته لحنه لكلمات الفضول..
    لكن اللوزي عندما سألته عن الأسباب التي أدت إلى ازدواج اللحنين للقصيدة: أجاب أنه لا يدري عن سبب ذلك إلاّ أنه أعاد هذا إلى احتمال أن يكون الفنان أيوب قد أخذ القصيدة من الفضول، وطلب أن يطرح هذا السؤال على الفنان أيوب نفسه.. وطرح فعلاً عليه وتقرؤون إجابته في سياق هذا التحقيق.. لكن قبل ذلك هناك أسباب يرويها البعض، حيث قال: إن إيقاعات الحان السنيدار كانت بطيئة والقصيدة تحتاج إلى لحن إيقاعاته سريعة، ورأى الفضول أن الفنان أيوب طارش هو القادر على التعامل مع القصيدة وإيجاد لحن يشبع رغبة الفضول ويحقق مرامي القصيدة، والأستاذ حسن اللوزي لم يؤكد هذا، لكنه اعتبره احتمال ممكناً، لأن الفضول -على حد قوله- في النهاية فضل لحن أيوب طارش. وأكد اللوزي أن القرار الجمهوري قد أورد اسم مؤلف الكلمات الذي هو الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان، واسم الملحن، الفنان الكبير أيوب طارش ولم يغفل أحد منهما..
     
    أسس الاختصار
    وذكر اللوزي أن المعايير والأسس التي اعتمدتها اللجنة في اختصار الكلمات إلى النشيد الوطني الحالي، أن اللجنة قرأت النص عدة مرات ووجدت أن هذا النص الحالي هو الأصلح بأن يكون هو النشيد الوطني ويؤدي الغرض بشكل كامل، وأيضاً ابتعاداً من الخوض في متاهات، لأن هناك من كان يطرح لتوجيه دعوة لكبار شعراء اليمن بأن يعملوا نشيداً وطنياً.. لكن أمام الغاية الكبيرة والهدف العظيم المقدس في تحقيق الوحدة اليمنية- كان المطلوب هو اختزال المسافات وتنفيذ الخطوات الجريئة وبفضل الحسم الذي كان يسير عليه القائد الرمز علي عبدالله صالح، وبالتالي اختير العمل الذي كان نشيداً في جنوب الوطن أن يكون هو النشيد الوطني، فقط رأينا تحديد الفقرة الصالحة لذلك وهذه تمت على مسؤولية هؤلاء الأربعة، ولا أحفظ نص القصيدة كاملة ولا كم أبياتها وإنما أحفظ النشيد الوطني الحالي.. أما النص كاملاً فموجود في وثائق اللجنة ضمن المحضر وأيضاً في الإذاعة، وكان النشيد هذا قد طرح من قبل الأخوة في عدن على الأخ الرئيس وقبل به فخامة الرئيس مباشرة ودون تردد أو تفاوض..
    إلى هنا انتهينا من آراء ثلاثة من أعضاء اللجنة المكلفة بإنجاز النشيد الوطني قبل إقراراه.. لكنهم لم يجيبون على كل تساؤلاتنا المذكورة -آنفاً، فلم يجيبوا متى كتبت القصيدة وكيف انتقلت إلى عدن لتكون نشيداً لجنوب الوطن سابقاً، بل إنهم أثاروا تساؤلات أخرى لايمكن لهذا التحقيق الصحفي إغفالها والانتهاء هكذا، وإنما لابد لنا أن نعرج إلى الفنانين الكبيرين أيوب طارش وأحمد السنيدار لاستكمال الإجابة على أسئلتنا تلك وإيضاح حقيقة ما أثاره الأخ حسن اللوزي حول اعتراضات السنيدار بتجاهل لحنه لقصيدة النشيد الوطني قبل الفنان أيوب طارش.
    قصة الميلاد..
    وكبد القصة يسعفنا بها الفنان الكبير أيوب طارش عبسي عندما اتصلنا به إلى منزله في تعز عقب عودته من قاهرة المعز، حيث قال: ميلاد قصيدة (رددي أيتها الدنيا نشيدي) كان قد كتبها الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان منتصف عام 1976م تقريباً، أي أواخر أيام عهد الرئيس الأسبق المرحوم إبراهيم الحمدي، في الحقيقة كتبها ولم يسلمها لي وإنما سلمها لقيادة المظلات، حينها، وعندما أرادت قيادة المظلات أن تلحنها لكي يتم تقديمها كأنشودة وطنية وتقدم هدية للشعب اليمني بمناسبة احتفالات عيد ثورة 26 سبتمبر.
    انطلاق النشيد
    ويستطرد أيوب طارش قائلاً: وفي أحد الأيام، اعتقد أوائل عام 1978م، كنا في مقيل بديوان - مجلس- عند المرحوم أحمد حسين الغشمي، فبدءوا يتحدثون عن الأنشودة التي ستقدم في عيد الثورة - قيادة المظلات- وعلى الفور وفي نفس المكان ونحن «مقيلين»، سلمت لي القصيدة من قيادة المظلات لكي ألحنها وأغنيها في المناسبة.. لكن حقيقة لم يكونوا حينها يفكرون أن تكون هذه القصيدة أو لحنها في يوم من الأيام نشيداً وطنياً لدولة الوحدة اليمنية. ولم أعلم أيضاً حينذاك أن القصيدة سبق وأن سلمت من قيادة المظلات للفنان احمد السنيدار لتلحينها وتقديمها في احتفالات العيد أيضاً. وحسب ما عرفته بعد ذلك أنها سلمت للسنيدار فعلاً إلاّ أنها ظلت القصيدة لديه فترة طويلة قرابة العام دون أن يعطيها- قيادة المظلات- أي خبر بشأن التلحين، هل بدأ به أم لا وإلى أين وصل فيه.. وظل الأمر هكذا ونتيجة المدة القصيرة على موعد حلول المناسبة أسرعت في تلحين القصيدة، وفوجئنا في الاحتفال بعيد الثورة عندما ذهبت لتقديم هذه الأنشودة تفاجأت أن الأستاذ أحمد السنيدار هو الآخر يريد أن يقدمها بالمناسبة، لكنني ليلتها غنية الأنشودة القصيدة بلحني ولم يقدمها السنيدار بلحنه.
     
    تدرج سلمي للقصيدة
    وأضاف الفنان أيوب: إن النسخة الأصلية التي سلمت لي للقصيدة لم تكن بخط الفضول وإنما منقولة بخط آخر، وهي قصيدة كانت طويلة تتكون من ثمانية مقاطع والمقطع التاسع يتكرر ترديده بعد كل مقطع، وعندما قدمت لي كانت كلمة (أمميا) أصلية موجودة فيها وهو موقعها الصحيح وهكذا قالها الشاعر، وغنيتها أنا (أمميا) وليس (سرمديا) كما يقول البعض أن استبدال سرمديا بـ(أممياً) هو العودة إلى أصل الكلمة التي قالها الشاعر -هذا كلام غير صحيح، بل إن الفضول لو كان موجوداً عندما تم وضع ( سرمديا) مكان (أمميا) لما قبل هذا التغيير لأنه يخل بالتدرج السلمي للقصيدة التي وضعها الشاعر متدرجة: وأنا إنسان، أنا عربي، أنا يمني) وسرمديا لا موقع لها في القصيدة.
     
    انتقالها إلى عدن
    ويروي الفنان أيوب قصة انتقال هذه الأنشودة وكيف أصبحت نشيداً وطنياً لجنوب الوطن خلال فترة ما قبل 22 مايو 1990م.. حيث قال.. كنت قد سافرت عام 1982م إلى عدن لأسجل بعض الأنشودة مع فرقة عدن الموسيقية- كان هذا أيام الرئيس علي ناصر محمد- وفي أحدى ليالي رمضان حينما كنا نقوم بالبروفات زارنا فجأة الرئيس علي ناصر ونحن نعمل البروفات واستدعاني أن آتي إليه فقال لي: نريد من أنشودتك هذه (رددي) أن تختار لنا منها سلاماً وطنياً مدته دقيقة واحدة ونشيد وطني مدته عشر دقائق فقط، وما تطلبه مني مقابل ذلك أنا مستعد، أجبته حينذاك: لا أريد أي شيء يكفي أنه سيكون نشيد وطني يذكر بي الجميع ويذكروني به صباح مساء وفي كل لحظة يعزف فيها النشيد.
    وفعلاً قمت بما طلب مني وبدأنا باختيار السلام الوطني والنشيد الوطني وتم تسجيل ذلك وبدأ يعزف رسمياً كنشيد وطني وسلام وطني خلال الأربعين يوماً التي أعلنت- هناك في عدن- أيام حداد لوفاة الشاعر الكبير الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان( الفضول) عام 1982م. واختياره نشيداً وطنياً للجمهورية اليمنية شرف اعتز به ولم يكن لدي علم مسبق بذلك وعلمت كأي مواطن من خلال الإعلان الرسمي وسائل الأعلام، ورغم ما انتابني من حسرة حينها لعدم تضمن القرار الجمهوري الحقوق الفكرية بذكر الأسماء للشاعر والملحن إلا أن فرحتي بالوحدة كانت قد أزالت هذا ،ويكفي انه أصبح نشيد دولة الوحدة، وأكمل هذه الفرحة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عند إصداره قراراً جمهورياً قبل حوالي سنتين وأثبت فيه كل الأسماء للشاعر والملحن والموزع الموسيقي.. وقبل أن يختتم الفنان أيوب طارش حديثه عاد وقال: كان هناك ربما محاولات لتلحين القصيدة من أكثر من فنان (كأحمد قاسم، وعطروش، السنيدار)..
     
    السنيدار من القاهرة
    وفي خضم هذا الجدل، كان لابد من تضمين هذا التحقيق ومعرفة رأي الفنان أحمد السنيدار الملحق الثقافي بسفارتنا بالقاهرة والذي اتصلنا به تليفونياً إلى هناك فكانت حصيلة إجابته كالتالي:-
    إذ قال: القصيدة سبق وأن سلمت لي حوالي في عام 1974م من قائد قوات المظلات الرائد عبدالله عبدالعالم- وقمت بتلحينها وسجلتها في إذاعة وتلفزيون صنعاء وأيضاً سجلتها في إذاعة وتلفزيون عدن وشاركت بها في دولة الكويت بمناسبة احتفال بلادنا بعيد ثورة 26 سبتمبر.. وسجلت تقريباً في قاعة الاحتفاء وفي التلفزيون عندنا- في صنعاء- مع الفرقة الكورية والفرقة الموسيقية اليمنية بصنعاء التي نظمت الحفل، وأيضاً سجلت في عدن عندما ذهبت إلى هناك حوالي عام 1975م للمشاركة في الاحتفال بعيد ثورة 14 أكتوبر. ويضيف السنيدار: لم أعرف كيف وصلت القصيدة إلى الفنان الصديق أيوب ومن الذي أعطاه إياها يمكن الأستاذ عبدالله عبدالوهاب، وليس صحيحاً أن القصيدة التي أعطيت لي لتلحينها قد تأخرت، ولم تتأخر عندي أبداً.
    معظم اللحن حقي..!!
    لكنه يروي الطريقة التي حصل بها على القصيدة، حيث يقول: طلبني قائد قوات المظلات- حينذاك- أن آتي إليه وهو في مقر قوات المظلات فأعطاني القصيدة لتلحينها كأنشودة فقط وليس لمناسبة محددة، وبدأت على الفور بتلحينها هناك -عنده- في مقر المظلات، وبعدها سافرنا كفرقة فنية إلى الكويت في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي لإحياء بها حفلات بمناسبة عيد ثورة سبتمبر، وشارك معنا- وقتها- في الحفلات الفنان عمر غلاب الذي كان موجود -حينذاك- هناك إلا أنه حسب علمي أن مناسبة القصيدة قد دار حولها كلام كثير، حيث كان الأخ إبراهيم الحمدي قد اقترح في البحث عن نشيد وطني لأنه لم يكن معنا نشيد وطني، ولست متأكد أن كانت القصيدة قد ادخل عليها تعديلات من الفضول قبل أن يعطيها لأيوب أم لا.. وعندما كانت الحوارات داخل اللجنة المختصة بالنشيد الوطني للجمهورية اليمنية كنت قد علمت أن الحوارات تدور حول اختيار نشيد (رددي) نشيداً وطنياً وسلاماً وطنياً للجمهورية اليمنية بلحن أيوب طارش، لأن النشيد فعلاً كانت كلمته قوية ومعبرة وموزونة وبشر بالوحدة من وقت مبكر.. حقيقة سبق وأن لحنته ومعظم اللحن الذي طلع هو حقي، ولم يتغير فيه إلا (شوية) في مطلعه. لكن لم أصر على أن يبقى لحني، وإنما احتفظت باللحن حقي الذي عملته والكلمات عندي، ورغم أن التوزيع الموسيقي الذي قام به الكوريون كان توزيعاً رائعاً، بطريقة سيمفونية رائعة سجل بها النشيد حينذاك.
     
    اسعدي.. هجر للسنيدار
    صحيح أن قصيدة «اسعدي يا أرض بلقيس الجميلة» التي كان قد قدمها لي الأخ حسن اللوزي على أساس أن لحنها على وزن لحن قصيدة النشيد الوطني وأطلعها.. لكن في الحقيقة أنا لم أطلعها ولم ألحنها على وزن النشيد الوطني- قصيدة الفضول- فاحتفظت باللحن حقي مع القصيدة الأولى وعملت لحن جديد لقصيدة «اللوزي» ولم أحاول أبداً أن أعمل أية إضافة أو الحان جديدة لقصيدة (رددي)، لأنني احترم واقدر زميلي وصديقي أيوب ولا يمكن أن أتأثر من اختيار لحنه نشيداً وطنياً لأنه في الأخير هو نشيد للوطن وكلنا نفرح ونسر بأي عمل وطني..
    في الأخير أقول ياعزيزي: لحن النشيد الوطني في الحقيقة مشترك.. أنا عملت فيه شيئاً وأيوب عمل فيه شيئاً آخر والمرحوم أحمد قاسم يقول أيضاً أنه عمل فيه لمسات.. لكن المهم هو عمل وطني ولسنا بحاجة أن يقال عمله(فلتان) أو (زعطان).. أهنيء الشعب اليمني باحتفالات العيد الوطني للوحدة وأتمنى أن يمر العام تلوا العام واليمن في فرح وازدهار وتقدم وسعادة..
    ونصل في نهاية هذا التحقيق الصحفي إلى الإشارة أننا ايضاً كنا قد حاولنا الاتصال بأقرباء الشاعر عبدالله عبدالوهاب (الفضول) للاستفسار عن تاريخ القصيدة وما ذكر حولها إلا أننا وجدناه مجهولاً كما هو الحال عندنا..!!
     
  • قصائد متنوعة للشاعر 
  • قَلْبِيْ يُزَلْزَلُهُ حَنِيْنُهْ
    وَيَكَادُ يُبْكِيْنِيْ أَنِيْنُه
    حُزْنَاً عَلَىْ وَطَـنٍ بِهِ قَدْ عِشْتُ تَحْضَنُنِيْ جُفُوْنُهْ
    وَحَيْيْتُ تُفْرِحُنِيْ أَمَانِيْهِ وتُتْرِحُنِيْ شُجُوْنُهْ
    عَطِرُالرِّحَابِ كَأَنَّمَا فِيْهَا يَمُجُّ المِسْكَ طِيْنُهْ
    مَهْمَا تَبَدَّا وَجْهُهْ
    رَثَّاً تُجَلِّلُهُ غُصُوْنُهْ
    هُوَ مَوْطِنِيْ لِيْ غَثُّهُ عَبْرَ الحَيَاةِ وَلِيْ سَمِيْنُهْ
    حَدِبَتْ عَلَيَّ سُهُوْلُهُ وَحَنَتْ عَلَى قَلْبِيْ حُزُوْنُهْ
    مِنْ غِيْبَتِيْ .. وَمِنَ اغْتِرَابِيْ عَنْهُ .. أَرْأفُ بِي سُجُوْنُهْ
    عِزُّ الحَيَاةِ بِهِ عَلَى الأَيَّامِ .. قَدْ رَسَخَتْ حُصُوْنُهْ
    مَاجَاءَ يُطْفِىءُ ضَوْءَهَا
    فَسْلُ النُجَارِ وَلامُهِيْنُهْ
    وَالْيَوْمُ أَشْهَدُهَا كَرُوْحِ القَبْرِ يَغْشَاهَا سُكُوْنٌهْ
    تَمْشِيْ بِلاَ فَرَحٍ وَلاَ مَرَحٍ تُحَرِّكُهَا لُحُوْنُهْ
    مَهْمُوْمَةٌ كَمَزَاجِ مَدْيُوْنٍ تُجَهِّمُهُ دُيُوْنُهْ
    خَشَبِيَّةٌ
    نَاقُوْسُهَا الخَشَبِيُّ لاَيَعْلُوْ رَنِيْنُهْ
    وَكَأَنَّنِيْ مَعَ أَعْجَمِيٍّ لَسْتُ أَدْرِيْ مَارَطِيْنُهْ
    حَتَّىْ الْنَّدَا مِلْحٌ
    وَحَتَّىْ الْفَجْرَ لاتَبْدُوْ فُتُوْنُهْ
    والأُغْنِيَاتُ مَنَاحَةٌ وَالْنَايُ مَبْحُوْحٌ أَنِيْنُهْ
    كمْ رُحْتُ أَرْسَفُ وَسْطَهَا
    كَالْسِّجْنِ يَلْعَنُهُ سَجِيْنُهْ
    مُلِئَتْ بِأَرْوَاحٍ بِهَا الْشِّيْطَانُ قَدْ شُرِعَتْ قُرُوْنُهْ
    وَحْشِيَّةُ الْجَنَبَاتِ فِيْهَا الْسُّوْءُ جُنَّ بِهِ جُنُوْنُهْ
    لَمْ يُبْقَ فِيْ أَخْلاَقِهَا
    صِدْقُ الْوِدَادِ وَلاَ مَتِيْنُهْ
    أَوْ يَلْقَنِيْ مِنْ نَاسِهَا مَنْ فِيْ خِلاَقِيْ أَسْتَبِيْنُهْ
    أَوْ أَصْطَفِيْهِ سِوَى أَخٍ بِالخَيْرِ قَدْ عَبَقَتْ سِنِيْنُهْ
    وَكَأَنَّهُ وَادٍ بِغَيْمِ الْفَجْرِ قَدْ كُسِيَتْ مُتُوْنُهْ
    فِيْ رُوْحِهِ سَرَحَتْ أَصَالتُهُ بِنُبْلٍ لاَيَخُوْنُهْ
    مُتَحَصِّنٌ فِيْ نَفْسِهِ
    كَالْلَّيْثِ لاَيُؤتَى عَرِيْنُهْ
    مَاأَخَطأَ الْتَّقْدِيْرَ فِيْ شَيءٍ وَلاَ أَثَمَتْ ظُنُوْنُهْ
    لَمْ يَأتِ بَعَدَ بِأَرْضِهِ
    مِنْ أَهْلِهَا مَنْ قَدْ يَكُوْنُهْ
    هُوَ وَحْدُهُ فِيْهَا الصَّحِيْحُ يَرَى الصَّحِيْحَ وَيَسْتَبِيْنُهْ
    يَرْعَى الإِخَاءَ كَأَنَّهُ ضُوْءٌ بِهِ مُلَئَتْ عُيُوْنُهْ
    مَاجَاءَ عَبْرَ مَسِيْرِهِ فِيْ الْعُمْرِ آثَامَاً تُشِيْنُهْ
    عَصْمَاهُ مِنْ كَبَوَاتِهِ فِيْهَا مُرُوءَتُهُ وَدِيْنُهْ
    وَضَّاحُ لَمْ تُعْتَمْ بِهِ
    نَفْسٌ وَلَمْ يَطْفَأْ جَبِيْنُهْ
    تُخْفِيْ الْبَشَاشَةُ هَمَّهُ والْهَمُّ أَثْقَلُهُ دَفِيْنُهْ
    كَالطَّوْدِ لَمْ يَسْكُنْ بِهِ رُرَْقٌ وَلَمْ يَوْطَأ حَصِيْنُهْ
    مِعْطَاءُ لَوْ مَلَكَ الْسَّمَا لَسَخَتْ بِأَنْجُمِهَا يَمِيْنُهْ
  • إلى حبيب
    إِذَا حَمَّلْتُ قَلْبَكَ جُرْحَ قَلْبِيْ
    وَنَفْسُكَ هَاضَهَا هَمَّيْ وَكَرْبِيْ
    فَأَنْتَ هَدَيْتَ قَلْبِيْ كَيْفَ يَحْيَا
    مُضِيْئَاً لاَيَعِيْشُ بِغَيْرِ حُبِّ
    لِذَا صَادَقْتُ حَتَّىْ حُزْنَ نَفْسِيْ
    وَقَدْ أَحْبَبْتُ حَتَّىْ شَوْكَ دَرْبِيْ
    لَقَدْ أَنْبَتُّ فِيْ جَنْبَيَّ رِيْشَاً
    وَأَجْنِحَةً تَطُوْفُ بِيَ الْسَّمَاءَ
    أُعَاِنُقُ فِيْ مَدَارِجِهَا نُجُوْمَاً
    وَأَشْرَبُ فِيْ مَجَرَّتِهَا ضِيْاءَ
    فَأَدْمَنْتُ الْتَّسَامُحَ أَرْتَوِيْهِ
    وَأَعْطِيْ مِنْهُ مَنْ يَبْغِيْ ارْتِوَاءَ
    وَأَحْبَبْتُ الْحَيَاةَ وَمَنْ عَلَيْهَا
    وَحَتَّىْ مَنْ إِلَىْ قَلْبِيْ أَسَاءَ
    لَقَدْ أَشْبَعْتُ مِنْكَ صَفَاءَ نَفْسِيْ
    لأَنّبَلِ مَابِنَفْسِكَ مِنْ صِفَاتِ
    وَمِنْكَ جَمَعْتُ فِيْ آفَاقِ رُوْحِيْ
    صَبَاحَاً قَدْ كَسَوْتُ بِهِ حَيَاتِيْ
    سَأَلْبَسْهُ مَدَىْ عُمْرِيْ وَإِنْ لَمْ
    يَطُلْ عُمْرِيْ طَوَيْتُ بِهِ رُفَاتِيْ
    حَيَاتُكَ كُلُّهَا كَانَتْ حَيَاةٌ
    قَفَوْتَ بِهَا سُلُوْكَ الأَنْبِيَاءِ
    وَعِشْتَ ضِيَاءَهَا تَبْنِي نُفُوْسَاً
    وَكُنْتُ دَلِيْلَ حِذْقِكَ فِيْ الْبِنَاءِ
    فَأَنْتَ مَلأْتَ وِجْدَانِيْ وَقَلْبِيْ
    ضُحَاً .. وَأَذَبْتَ فَجْرَاً فِيْ دِمَائِيْ
    أَتَخْذِلُنِيْ ؟ وَتَتْرُكَ وَسْطَ غَابٍ
    مَلاَكَاً لاَ يُرِيْدُ سَوَى سَمَائِيْ
    وَتَطْرَحُ قَلْبَهُ فِيْ شَدْقِ وَحْشٍ
    حَقُوْدِ الْنَّابِ مَجْنُوْنِ الْغَبَاءِ
    لَقَدْ صَحَبَتْكَ أَيَّامِيْ وَعُمْرِيْ
    فَمَا لاَقَيْتُ مِنْكَ سِوَىْ الْوَفَاءِ
    وَعِشْتُكَ كَالْصَّبَاحِ أَخَاً وَضُوْحاً
    بَرِيّئَاً مِنْ رِيَاءٍ وَالْتِوَاءِ
    وَكُنْتَ إِذَا فُؤَادُكَ لاَمَسَتْهُ
    شُكَاتِيْ لاَتَنَامَ عَلَىْ وَطَاءِ
    فَكَيْفَ تَغُضُّ طَرْفَكَ عَنْ جِرَاحِيْ
    وَكَيْفَ تَصُمُّ سَمْعَكَ عَنْ نِدَائِيْ
    وَكَيْفَ تَنَامُ عَنْ قَلْبَيْنَ لاَذَا
    بِقَلْبِكَ كَالْعَصَافِيْرِ الْظِّمَاءِ






    حُسْنكْ مُطَاع
    حُسْنَكْ مُطَاعْ
    يَابُوالعُيُونْ الوِسَاعْ
    إذَا عَصَيْنَا الحُسْنْ مَنْ ذَا يُطَاعْ
    شَعْصِي..لَكِنْ
    أَمْرْ الحُسْنْ عِنْدِي واجب الإتباعْ
    ألزَمْتْ قَلْبِي طَاعَتِي للهَوى
    لَوْ شَاءْ قَلْبِي غَيْرَهَا مَا اسْتَطَاعْ
    كَمْ جَاءْ فِيْكَ الفَجْرْ يِذْرِي نَدَى
    وبَعْدَهْا كَمْ جَاءْ يِذْرِي شُعَاعْ
    أَمْ كُنْتْ قَدْ شَبَّيْتْ وَسْطْ الضُّحَى
    وعِشْتْ في الأَقْمَارْ سِنْ الرِّضَاعْ
    مَادَامَهَا قَدْ هَنْدَسَتْكْ السَّمَا
    وصُنْعْ مِثْلَكْ لَيْسْ فِي المُسْتَطَاعْ
    فَكَيْفْ تَأتِي مِثْلْ غَيْرَكْ إلى
    دَارِي وتِتْمَشَّى عَلى وَجْهْ قَاعْ
    حَضَانَةْ الأَقْمَارْ لاتِرْتَضَي
    لِلحُسْنْ إلاَّ العِزْ والإِرْتِفَاعْ
    ولَو تِمَشَّى الفَجْرْ فَوْقَ الثَّرَى
    لَكَانْ كُلّ الضَّوْءْ في الفَجْرِ ضَاعْ
    خُذْ رَايَتِي البَيْضَا..خُذْهَا فَقَدْ
    أَسَرْتْ قَلبي في خُطُوط الدِّفَاعْ
    عَوَاصِمْ الأَشْواقْ في أضْلُعِي
    أرْكَعْتَ فيها قُدْرَةَ الإِمْتِنَاعْ
    لِلهَوى أَخْضَعْتْ رُوْحِي ومَا
    وَاجَهْتْ فِيها مِنْ مَوَانِيْعْ القِلاعْ
    وآنَا ورُوحِي قَدْ حَقَنَّا دمَ 
    الأشْواقْ بالتَّسْلِيْمْ والإقْتِنَاعْ
    حُصُونها أسْقَطّتَها كُلّهَا، لَمَّا
    وَقَعْ في القَاعْ مِنْكَ القِنَاعْ 
    مَمَالِكْ الدُّنْيَا على الأرَضْ قَدْ
    ضَاقَتْ ومُلْكَكْ وَاسِعَ الإتِّسَاعْ
    فَهَاتّ مُلْكْ الحُسْنْ وِخْبَاهْ فِي
    قَلْبِي ..ولاتَخْشَى عَلَيْهْ الضَّيَاعْ
    لا الذّئبْ يِأوِي تَحْتْ صَدْرِي
    ولارَبّيْتْ نَفْسِي فِي مَآدِي السِّبَاعْ
    شَحْمِيْكْ في قَلْبِي وفِيهْ المُنَى
    وأنْتْ في قَلْبَ المُنَى كُل سَاعْ
ثلاث قصائد للاستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان من أجمل ما يمكن

ياأنَّتي أبكيت صوت الرباب
يادمعتي بلَّيت وجه التراب
يالوعتي عذبت حتى العذاب
وا مهجتي كم ضاع فيها شراب
كأنها رملي وربعي الخراب

إلى الهوى والحب قلبي التوى
من فجر أيامي وصبح الشباب
وحينما عودي قوى واستوى
فصَّلت أشواقي لعمري ثياب
مسكين أنا مسكين قلبي غوى
إذا سمع للحب داعي أجاب
وكلما حاسبت قلبي سوا
أتى يغالطني ويثني الحساب
وإن قلت قد أقفلت باب الجوى
فتح لي قلبي فيه عشرين باب
وإن قلت قلبي من هواه ارتوى
حسَّيت في حِسِّي جفاف التراب
وإن قلت تَمَّينا كتاب الهوى
أمسى الهوى عندي يؤلف كتاب

وحيث مرّ الغيث والسيل سال
إذا رآني الورد قال لي تعال
خذ لك ندى عندي وخذ لك ظلال
يكفي ظما خلي الظما للرمال

مُحال أن يروى فؤادي مُحال
يا ورد قلبي ما ارتوى من جمال
قد طال عهدي بين الاغصان طال
أختار لي منها الغصون الطوال
وانا وقلبي بينها لا نزال

وا ساريات الغيم تحت الشهاب
تُلبِّس الدنيا حرير الضباب
قولي لمن خلّى فؤادي وغاب
لا الشوق خلاّني ولا القلب تاب
هيمان حتى لو سكنتُ السحاب
لأصبحت قيعان فيها سراب
فهل أتى حُبَّي لقلبي عقاب
أو أن إحراقي بشوقي ثواب

----------------------------------------

أذكرك والليالي غامضات النجوم
والسماء مستضيفه ساريات الغيوم
والقمر قد توارى في السحايب يعوم
والهواجس بقلبي ساهره لاتنوم

أذكرك والرياحين يسكبين العبير
والمنى كالفراشات ملء روحي تطير
فوق طيفك وطيفك في خيالي أسير

أذكرك والحمايم يسجعنّك لنا
والندا والبراعم يسمعنّك غُنا
والعيون الحوالم يحملنّك رنا
وأذكرك وانت نايم ملء عينك هنا
حين يكون كل هائم نام إلا أنا

سكن عيوني سهاد شلّت منامي عيونه
وتحت صدري فؤاد الحب ديني ودينه
كلما توجعت زاد هواه وزادت شجونه
وكلما كف عاد يهز صدري حنينه

تحت جنح الليالي.. الليالي الطوال
احملك في خيالي أنت أحلى خيال
وأنشغل بك وحالي ماخطر لي ببال
واذكرك ياظلالي أنت أندى ظلال
وأحضنك ياضلالي أنت أهدى ضلال

وأصطبح بك وفجري قد بدأ يستدير
في السماء حيث يذري من نداها الغدير
وأذكرك أنت عمري أنت فجري الكبير

--------------------------

باعدوا من طريقنا
جنة الحب حقنا
شيّدتها لنا المنى
وهوانا وشوقنا
لم تحبوا فباعدوا
واسرحوا( ) من قبالنا
واحرقوا أو تقرمدوا
لا تجيئوا ظلالنا

كله الليل عندكم
والقناديل عندنا
والحما والضما لكم
والندى كله لنا

لو أضاءت نفوسكم
لأتيتم سماءنا
وملأتم كؤوسكم
من ندانا وماءنا

قد دنا الليل قد دنا
فاترك الكون خلفنا
ياحبيبي وخلنا
ياحبيبي وخلنا
نحن والحب وحدنا
نجتلي فيه زهرنا
ونرى فيه سكرنا