الأربعاء، 7 مايو 2014

البردوني

البردوني عبدالله ولد سنة 1348 هـ في قرية البردون في اليمن من أبوين فلاحين ، أصيب بالعمى بسبب الجدري في الخامسة من عمره ، وأسعفته الظروف بالدراسة في مدارس ( ذمار ) عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم ثم عُين استاذاً للآداب العربية في المدرسة ذاتها .

له من الشعر ديوان ( من أرض بلقيس ) وديوان ( في طريق الفجر ) ( ومدينة الغد )

عاش ضريراً يعيش مع الفلاحين ، حُرم أمه صغيراً وأخفق في حبه إخفاقاً مؤلماً ولذلك خرج شعره وفيه مسحة من الحزن الكئيب ، وفقد بصره جعله يؤثر الصور المسموعة أو الصوتية على الصور المنظورة أو المرئية ومولده ونشأته في بيئة فقيرة كادحة محرومة طبع شعره بطابع العطف والحنان الشديد على الفقراء المحرومين والمعدمين من أمثاله فهو شديد الاحساس بشقائهم ، ولذلك نجده يلمح في ديوانه على التناقض الطبقي وحمل على ترف القصورالذي بنى على استنزاف جهد الكادحين وحرمانه من القلب المحب كان سبباً لنبوغه

ونجد في شعره الوطني تعبيراً عن إيمانه العميق بوحدة اليمن الطبيعية وبالوحدة العربية ، ويشيد بالاتحاد الذي جرى بين مصر واليمن ( وأعتقد أنه شيوعي اشتراكي ) ونجد عنده ظلالا باهتة لقضية فلسطين وذلك كله بوشاح من الأسى والحزن مع سلاسة وعذوبة في وجدانياته وجزالة في حماسته ووطنياته

والبردوني يحسن رسم الصور وابتكارها وهو مولع كثيراً بالإيحاء والرمزية وتشخيص التجريدات فللفجر شفاه وللمروج صدور وللربى أجفان وللربيع قلب

فلسفة الجراح من اجمل قصائد الشاعر البردوني

مـــتــألــمٌ ، مــمّـــا أنــــا مــــــــتـــألـــمُ؟

حــــار الســــــؤالُ ، وأطرق المستفهمُ

ماذا أحــــــــس ؟ وآه حـــــــــزني بعضه

يــشــكـــو فـــأعـــــرفه وبعضٌ مبهم

بي ما عـــلـــمت من الأسى الدامي وبي

مـــن حــــرقة الأعـــمــــاق مـــــا لا أعــلمُ

بي من جــــراح الـــروح ما أدري ، وبي

أضــــعــــاف مــــا أدري ومــــا أتــــــوهم

وكـــــأن روحي شـــــعـــــلةٌ مــــجنونةٌ

تـــطـــغــى فـــتضــــرمني بما تتضرم

وكــــأن قـــلبي في الضــلـــوع جنازةٌ

أمـــشــي بــهـــا وحــــــدي وكلي مأتمُ

أبكـــي فـتـبـتسم الجراح من البكا

فـكــــأنــهــا في كـل جـــــارحـــــةٍ فمُ
***
***

يالابتسام الجـــــرح كم أبكي وكم

ينســـــاب فـــــــوق شفاهه الحمرا دم

أبداً أســـــيرُ على الجــــــراح وأنتهي

حــيث ابتــدأت فأيـــن مني المخـــتم


وأعاركُ الـــدنيا وأهـــوى صــــــــفــوها

لكـــــن كما يـــهــــوى الكلامَ الأبكمُ

وأبـــارك الأم الـــــــحـــيــــاة لأنـــهــــا

أمي وحــــظّي مــــن جــــنــــاهـــا العلقم


حــــرمـــــاني الحــــــــرمـــان إلا أنــنــي

أهـــــذي بــعـــاطـــفـــة الحــياة وأحلمُ
والمـــرء إن أشـــقــــاه واقـــــع شـؤمهِ

بالغــــبـــن أســــعده الخيال المنعمُ

***
***

وحـــدي أعــيش على الهموم ووحدتي

بالـــيـــأس مـــفـــعَــــمــةٌ وجوي مفعمُ
لكـــنـــنـــي أهــــوى الهـــمـــــوم لأنها

فِــكرٌ أفـســـر صـــمـــتــهـــا وأتـــرجمُ

أهــــوى الحـــيـــاة بــخـــيــرها وبشرها

وأحــــب أبـــنــــاء الحــــيــــاة وأرحــــم


وأصـــوغ ( فــلـسـفة الجراح ) نشائداً

يشــــدو بها اللاهي ويُشـــجــى المؤلَمُ



هذه النبذة من كتاب ( تاريخ الشعر العربي الحديث )
 بسم الله الرحمن الرحيم 

دولة الإمارات العربية المتحدة 
وزارة التربية والتعليم
منطقة الفجيرة التعليمية
مادة اللغة العربية


تقــريـــري بعنـــــوان :...



عبدالله البـــردونـــي ..





المقدمة :..
" لا مستحيل مع الإرادة " معاني عظيمة تحملها تلك العبارة نغوص في حروفها ونبحر في معانيها لنجد كل حرف منها له نبضة خاصةٌ به ووقع يتحدى المستحيل فمن جعلها تاج على رأسه عدّى بها عقبات الأيام ونجا منها .. ومن لم يستسلم لقهر الحياة وصعوبتها .. كان كنبراس يمخر شغف العيش وقسوته .. ومن آمن بالله فذاك أعلى المنى وأسعدها ونورٌ يخرج من حنايا جسده فهو بصيرة لمن لا يبصر وسمع لمن لا يسمع .. ورجلاً وقدماً لمن لا رجل ولا قدم له فيا لسعادة إنسان كان كتاب الله منهجه وآياته بلسماً لجراحه .. وحياتنا مليئة بالإنسان القوي الإيمان الذي تمسك بها وبعزيمة وإصرار فوصل لما تصبوا إليه نفسه وعكسه تماماً الضعيف المستكين المستسلم لأحزانه وهمومه المنزوي على نفسه .. شاعرنا ينتمي للصنف الأول : القوي الإيمان المؤمن بقضاء الله وقدره .. المتحدي لظروفه وآلامه .. فحزنه فجر طاقة الشعر المكبوتة في داخله ففاضت بأحاسيس جياشة نشعر بها عندما نتذوق أبياته .. إنه شاعر الأحزان عبدالله البردوني ، ومن حبي لشعره المتدفق بأسمى المعاني تناولت :.
( مولده ونشأته – حياته – أهم دواوينه – وفاته ) ..
الموضوع :..
عبد الله البردوني .. عاش ضريرا وحزينا ويائسا من الحياة العربية المفعمة بالقساوة والهزال في القرن العشرين، شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها شعر اليمن المعاصر ،، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من كل الصيغ والأشكال ...
ولادته ..
ولد عبدالله صالح بن حسن الشحف البردوني عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن(، ولذلك كنية بالبردوني ،ولد الشاعر من أبوين فلاحين .. ونشأ طفلا لعوبا علي غرار أترابه .. أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ..
حياة الشاعــر ..
علم القراءة والكتابة في الكتاتيب والمدارس الدينية المحلية ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية. وبدأ قراءة الشعر والتاريخ في كل من الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.. .
أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره ، العمى والقيد والجرح ,, 
شاعر اليمن وشاعر .. منتم الى كوكبة من الشعراء الذين مثلت رؤاهم الجمالية حبل خلاص لا لشعوبهم فقط بل لأمتهم أيضا‚ عاش حياته مناضلا ضد الرجعية والدكتاتورية وكافة أشكال القهر ببصيرة الثوري الذي يريد وطنه والعالم كما ينبغي أن يكونا‚ وبدأب المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى .. 
هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ حُرمن أمه وهو كان طفلاً صغيراً وأخفق في حبه إخفاقاً مؤلماً ولذلك خرج شعره وفيه مسحة من الحزن الكئيب ، وفقد بصره جعله يؤثر الصور المسموعة أو الصوتية على الصور المنظورة أو المرئية ومولده ونشأته في بيئة فقيرة كادحة محرومة طبع شعره بطابع العطف والحنان الشديد على الفقراء المحرومين والمعدمين من أمثاله فهو شديد الإحساس بشقائهم ، ولذلك نجده يلمح في ديوانه على التناقض الطبقي وحمل على ترف القصور الذي بني على استنزاف جهد الكادحين وحرمانه من القلب المحب كان سبباً لنبوغه 
ونجد في شعره الوطني تعبيراً عن إيمانه العميق بوحدة اليمن الطبيعية وبالوحدة العربية ، ويشيد بالاتحاد الذي جرى بين مصر واليمن ( وأعتقد أنه شيوعي اشتراكي ) ونجد عنده ظلالا باهتة لقضية فلسطين وذلك كله بوشاح من الأسى والحزن مع سلاسة وعذوبة في وجدانياته وجزالة في حماسته ووطنياته
البردوني الذي عاش طيلة أيام عمره وهو يكتب الشعر .. له عدة دواوين .. له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" . 


أما دواوينه فهي كالتالي :..

من أرض بلقيس 1961 - 
في طريق الفجر 1967 - 
مدينة الغد 1970 
لعيني أم بلقيس 1973 
السفر إلى الأيام الخضر 1974 
وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 - 
زمان بلا نوعية 1979 
ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983 
كائنات الشوق الاخر 1986 - 
رواغ المصابيح 1989
وفاته ..
في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر إلى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد أن خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..رحم الله شاعرنا الذي ستبقي قصائده هذه شهادة حية ووثيقة دامغة على عصر كامل كواحدة من عيون الشعر العربي ...
الخاتمة :..
قال تعالى : " والْعَصر1 إِنْ الإنسنَ لَفي خُسْرٍ 2إلا الذين ءامنوا وعَمِلوا الصلِحت وتواصوا بالحْقِ وتواصوا بالصَّبْرِ 3 تلك الآيات الكريمة من أعظم الكلمات وأنقاها التي تحث على الصبر وتوصية الإنسان به لكل مسلم آمن بالله واليوم الآخر .. فدعوة صالحة أدعوكِ بها أختي لتتحلي بها وتؤمني بأن هناك رب عظيم قادر يقف لجانبك في كل ضيقة وحزن فمن توكل على الله العلي القدير فلن يضيع رب العالمين ذاك التوكل ..
أختي ليكن نور الله لباس تلبسينه لسانك ، ينطق آياته وترطب شفتيكِ .. فما أحرانا في هذه الآيات أن نتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد r فهما الهَرينان المزيلان لأحزاننا فمنهما نستمد قوتنا وعزيمتنا وصبرنا .. فلا تحزني أختي على ما فاتك ، وجددي إيمانك واصبري لتصلي لما تريدين ... فالأيام تجري والنفس لا تدري .. والمؤلم فيها أنها لن تعود ... وفي نهاية هذا المطاف أرجو أنا أكون قد وفقت في تقريري هذا ..
المصادر والمراجع :..
http://www.abuaseel.com/vb/showthread.php?t=1923 (http://www.abuaseel.com/vb/showthread.php?t=1923)*
http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=2328 (http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=2328)*
*كتاب تاريخ الشعر العربي الحديث ..
http://www.stop55.com/vb/85751.html*
*جريدة (الزمان) --- العدد 1871 --- التاريخ 2004 - 7 - 26


 . وصدر له أول ديوان شعري العام 1961 وكان بعنوان : " من أرض بلقيس " ، ثم توالت مؤلفاته ودواوينه الشعرية وكتاباته العامة ، ومنها دواوين شعرية ، هي : " في طريق الفجر " ، و " مدينة الغد " و " لعيني بلقيس " ، و " السفر الي الايام الخضر " ، و " وجوه دخانية في مرايا الليل " ، و " زمان بلا نوعية " و " جواب العصور " و " رجعة الي الحكيم بن زايد " .. ومن مؤلفاته العامة الاخري : " اليمن الجمهوري " ، و " في اول قصيدة .. في آخر طلقة " ، و " الثقافة والثورة في اليمن " .. الخ شارك البردوني في العديد من الندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية ، وفاز بالجائزة الاولي بمهرجان ابو تمام الذي انعقد في العراق بمدينة الموصل العام 1972 ، وفيه قال قصيدته الشهيرة العصماء التي وجهها الي الشاعر الموصلي العباسي الشهير ابو تمام الطائي ، وقد نظمها علي منوال قصيدة ابو تمام الشهيرة : " السيف اصدق انباء من الكتب " .. وقد أحدث البردوني في قصيدته ضجة كبري نظرا لقوتها وهيبتها ، وقد وصل البردوني فيها الي قمة الشعر فجعلته القصيدة شاعرا مشهورا منذ تلك اللحظة التاريخية الفاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق